في هذا الشهر من كل عام يحتفل كثير من المسلمين في معظم أرجاء العالم، بمولد نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم- بينما لا نسمع عن يوم مولده في المدينة المنورة إلا همسًا في بعض المجالس التي توارثت فكرة الاحتفال به جيلًا بعد جيل، فهم ينأون بأنفسهم عن الاصطدام بغيرهم ممن يرون في الاحتفال بيوم المولد ضربًا من البدع التي لم يهرع إليها صحابته «رضوان الله عليهم». وُلِـد الُهدى فالكائنات ضياء ** وفــــــم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ الروح والملأ الملائـك حـوله ** للـــديــــــن والدنيا به بُشـراء فماذا لو خصصنا هذا اليوم للتعريف بالأماكن والمعالم التاريخية التي شهدت موطئ قدمي النبي -صلى الله عليه وسلم- الشريفتين في المدينة المنورة مثل جبل الرماة، ومسجدي المستراح والدرع، وجبل سليع وما بقي من الخندق ومسجد الفتح، مسجد السقيا والغمامة وما تبقى من آبار كبئر غرس. إننا بالتعريف بتلك الأماكن في هذا الشهر الفضيل نكون قد خرجنا من مأزق البدع إلى فضيلة التعريف بالمشاهد التاريخية التي عاصرها المسلمون في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فاستذكار المعارك الخالدة في ذلك اليوم لن يكون عبادة نتجنبها، على فرض أن الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم مولده بدعة -كما يراه البعض- وإذا كان الصحابة لم يهدموا آطام من كانوا قبلهم للعبرة والعظة، فإن زيارة تلك المواقع الشريفة والترحم والترضي على من كانوا قاطنيها أشرف وأفضل، والله أعلم.
مشاركة :