ناشطة اجتماعية وسيدة أعمال، لها تجربة مميزة في عالم الأزياء، وتمزج العمل الخيري بالتجاري، أسست العلامة الوطنية “عباءات نوف السديري” في عام 2015، تؤمن بالمسؤولية الاجتماعية، وتدعم عددًا كبيرًا من الجمعيات الأهلية، ما دفع لاختيارها عضوًا بمجلس إدارة عدة جمعيات؛ منها جمعية سند.. في هذا الحوار، نتعرض لتجربة مصممة الأزياء السعودية، نوف بنت فهد السديري..كيف كانت بدايتك مع التصميم؟ بدأت عملي في تصميم الأزياء كهواية، ثم تحولت لعمل تجاري في عام 2015؛ بفضل حب الناس وتشجيعهم لتصميماتي؛ حتى استطعت- بفضل الله تعالى- أن أكسب المستهلك السعودي، وأحفر مكانة في السوق الأكبر في منطقة الخليج، بتواجدنا في كل مكان، وقدرتنا على المنافسة؛ إذ نقدم منتجًا مميزًا، وبأسعار مناسبة للجميع.في ظل المنافسة الكبيرة في السوق، ما المزايا التي تقدمينها؟ أنا لا أنظر إلى المنافسين، فحبي للعمل الجماعي جعلني أشعر أننا جميعًا في مركب واحد، لا أنظر للمنافس بأنه شيء مزعج، ولكنه يدفعني لتقديم الأفضل، فلست أول ولا آخر من يصنع العباءة، ولكني أصنعها بحب وأمانة، فالعباءة التي أرضاها لنفسي أمنحها لعميلاتي؛ إذ أحرص على الصدى الطيب ورضا العملاء.عباءات “نوف السديري” بها لمسة تراثية جميلة، فلماذا الاهتمام بالعباءة؟ الحفاظ على الهوية التراثية أحد أهم أهدافي؛ إذ ينبع اهتمامي بالعباءة؛ كونها جزءًا هامًا من الهوية السعودية أولًا، والهوية الخليجية ثانيًا، كما تعد زيًا رسميًا محببًا للمرأة، فحفاظي على هوية العباءة من منطلق الحفاظ على التراث؛ لذا أحرص على القصّة التراثية للعباءة، فكل العباءات واسعة مثل تصميم “البشت”، فنسعى لجعل العباءة محببة للجيل القادم. وأنا أحب البساطة التي افتقدناها كثيرًا في حياتنا، وشعاري “خليها بسيطة”؛ فأحرص على جعل العباءة بسيطة، فلا استخدم الإكسسوار كثيرًا فيها، لكن أضيف لمسة تراثية في التطريز بالحرير المذهب برسوم وخطوط تراثية تمنح العباءة بعدًا تراثيًا وجماليًا وتضفي الهوية السعودية عليها.رضا الجيل الجديدلكن كسب رضا الجيل الجديد قد يبدو صعبًا؟ بالفعل، فللأجيال الجديدة ذوقها، فالبنات يحتجن لمجهود أكبر، لكنَّ الله حباني القدرة على فهم احتياجاتهن وأذواقهن، فيلبسن العباءة في سعادة وراحة نفسية؛ لحرصي على وضع لمسة تراثية في العباءة؛ كالتغيير في “القَصّة”، والألوان، فقدمت عباءات ذات ألوان فاتحة تمنحهن مظهرًا أكثر تميزًا، ومواكبة للموضة؛ فأصبحت العباءة أكثر رونقًا وإشراقًا وجاذبية، كما اهتممت كثيرًا بالخامات عالية الجودة، مع توفيرها بسعر مناسب للجميع. وأحمد الله أن عباءات “نوف السديري” تجتذب وتنال رضا جميع الأعمار، خاصة الشابات، كما اكتسبت رضا الموظفات؛ ما يعد سببًا من أسباب السعادة لدي.ما أهم الألوان المحببة لديك؟ كنت من أوائل المصممات اللاتي استخدمن الألوان في العباءة؛ لأن هدفي أن تكون مصدر سعادة، فشكّلت في الألوان والخامات، مع الحفاظ على خصوصية العباءة للمرأة. وكون العباءة كانت قاصرة على اللون الأسود فهذا إرث متوارث، لكن لبس الملون منها لا يصطدم مع الضوابط الشرعية. وقد نجحت بفضل الله تعالى في هذا التجديد، سواء في الخامات الباردة والطرية والمريحة، أو الألوان المبهجة. وأتذكر، عندما صممت عباءة صفراء واجهت عاصفة من الانتقادات، لكن الآن أصبحت العباءة ذات اللون الأصفر تلقى رواجًا شديدًا، ومن أكثر الألوان المناسبة للبس على الشواطئ. ما أهم التحديات التي تواجه مصممات الأزياء في المملكة؟ أنا بطبعي دائمًا متفائلة، ولا أنظر للصعوبات، وأرى أن الإنسان قادر على التغلب عليها طالما لديه القدرة على الصمود والإصرار على النجاح. وأرى أن أهم تحدٍ هو إثبات أنفسنا كمصممات في السوق السعودي؛ فذلك قد يحتاج لبعض الوقت، لكن بدأنا بفضل الله تعالى، وصارت ثقة الناس فينا أعلى؛ فبهذه الثقة والمحبة يتحقق النجاح. أنا لن أتحدث عن المصاعب؛ مثل استيراد الأزياء الجاهزة، لكن أرى أن أهم ما يجب أن نعمل عليه هو كسب ثقة المستهلك؛ فهذا هو أهم عوامل النجاح. كما لا ننسى عوامل التميز لدينا؛ إذ نقدم العباءة ببصمة سعودية 100%، فكيف يكون منتج سعودي دون بصمة سعودية وأيادٍ سعودية؟العمل التطوعيكيف بدأ اهتمامك بالعمل الأهلي والتطوعي، وما أهميته؟ بدأت تجربتي مع العمل الخيري والتطوعي قبل عشرين عامًا، وهي تجربة رائعة وذات أبعاد ومردود إنساني عالٍ، صقلتني وجعلتني أكثر قوة، وأكثر معرفة باحتياجات مجتمعنا من الناحية العملية والثقافية. وقد حاولت الدمج بين العمل التجاري والعمل التطوعي، وأود أن يكون لي بصمتي في هذا التوجه، الذي وجدت فيه مردودًا إنسانيًا عاليًا. ودائمًا ما أفكر: لماذا تعيش الجمعيات الخيرية على الصدقات والتبرعات؟ أرى أن يكون لديها مشاريع تدر دخلًا يحقق لها الاستدامة.جمعية “حرفة”ماذا عن تعاونك مع جمعية حرفة؟ سعيدة بتجربتي في التعاون مع جمعية “حرفة” التعاونية التي ترأسها سمو الأميرة نورة بنت محمد -حفظها الله-؛ إذ جرى التعاون بيننا؛ بإنتاج عباءات “نوف السديري” بوضع لمسات جمالية من إكسسوارات وحُلى من إنتاج حرفيات سعوديات يمتهن فنون التطريز التراثية، بيعت كلها لصالح الجمعية. وكم أنا سعيدة بنجاح هذه التجربة؛ إذ تم استقبال الإنتاج بحفاوة من سيدات المجتمع، وبيعت جميع العباءات، وخُصِّص العائد بأكمله لصالح الجمعية وتعزيز أنشطتها. وأستعد قريبًا لافتتاح مشروع “زوايا نوف السديري”؛ كأول مشروع تجاري وقفي يخصص كل ريعه لدعم العمل الخيري في السعودية؛ حيث يجمع المتجر المصممين والمصممات تحت مبدأ “نُعين ونعاون”، نعين المصممين والمصممات، خاصة المبتدئين الذين لا يملكون مساحة لعرض منتجاتهم؛ بإعطائهم مساحة يعرضون فيها منتجاتهم بأسعار مناسبة، وتخصص الأرباح لدعم الجمعيات الخيرية. سنبدأ بفرع في الخبر يفتتح في ديسمبر القادم إن شاء الله، ثم في جدة.الروح الإيجابيةبم تنصحين رائدات الأعمال الشابات؟ وصفة النجاح عندي هي الحب؛ حب العمل بشدّة، فإذا أحبت رائدة الأعمال مشروعها ومنتجها فسوف تنجح؛ فالحب يساعدها على التغلب على جميع المصاعب والتحديات بروح إيجابية وتحدٍ؛ لذا أقول لكل واحدة: ” أحبي عملك وأبدعي فيه، يتيسر لك كل سبل النجاح”. اقرأ أيضًا: أحمد الشمري مؤسس THE PAGE CAFÉ: المخاطرة والمثابرة والإصرار أهم أسس ريادة الأعمال المنتج الإعلامي مالك العنقري: لدينا احترافية عالية لكن ينقصنا الدعم المالي لإنتاج أفلام سينمائية نبيلة الزعاقي مؤسسة “مطبخ بنت الشمال”: شغفي بالطبخ قادني لريادة الأعمال
مشاركة :