أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي أن دبي تعمل وفق استراتيجية تنموية طموحة تضع مصلحة المواطن وراحة المقيم وسعادة الزائر في مقدمة أولوياتها. ويتضح ذلك في الاستثمارات الضخمة التي تخصصها الإمارة لمشاريع البنية التحتية التي تخدم كل من يعيش ويعمل على أرض دبي وتهدف إلى ضمان راحة المجتمع والتيسير على أفراده ودعم مجتمع الأعمال وتمكين مؤسساته من النمو والازدهار وهو ما يفسر استحواذ قطاع البنية التحتية في الإمارة على نحو 46% من إجمالي الإنفاق الحكومي ضمن موازنة الإمارة للعام 2020. جاء ذلك خلال تفقّد سموه سير العمل في مشروع محور الشندغة، الذي يُعد من أضخم المشاريع التي تنفذها هيئة الطرق والمواصلات في دبي حالياً، ويمتد من شارع الشيخ راشد مروراً بشارع الميناء وشارع الخليج وصولاً إلى شارع القاهرة، بطول 13 كيلومتراً. حيث اطلع سموه على ما تم إنجازه في مشروع جسر الشندغة (إنفينيتي infinity)، والذي يُعد مَعْلماً معمارياً فريداً يضاف للمعالم الحضارية في دبي، ويُلبي متطلبات المشاريع التطويرية الكبيرة المحيطة. وقال سمو ولي عهد دبي عبر «تويتر»: «اطلعت اليوم (أمس) على سير العمل في محور الشندغة.. جهد كبير لهيئة الطرق والمواصلات يترجم حرص قيادتنا الرشيدة على تعزيز البُنى التحتية بمشاريع تخدم المجتمع وتضمن راحة أفرده وتعين الأنشطة الاقتصادية على النمو والتميز.. مستعدون لريادة المستقبل بمشاريع كبرى تخدم أهدافنا وتؤكد تفوّقنا». كما دون سموه: «كفاءة الطرق وجودتها معيار مهم في تقييم مدى التقدم الحضاري للمدن.. ولدينا شبكة طرق تعد من الأعلى جودة على مستوى العالم.. وهي عنصر مهم لدعم الأنشطة الاقتصادية وخدمة التوسع العمراني وربط مناطق التطوير الجديدة.. مستمرون في تقييم متطلبات التنمية ورصد كافة الموارد اللازمة لتلبيتها». وكان في استقبال سموه لدى وصوله لمحطة الغبيبة للنقل البحري، معالي مطر محمد الطاير، المدير العام رئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، حيث استقل سموه ومرافقوه، عبّارة «فيري دبي» ضمن جولة في خور دبي، وقف سموه خلالها على سير العمل في الجسر، الذي يبلغ طوله 295 متراً. ويتألف من ستة مسارات في كل اتجاه، إضافة إلى معبر للمشاة والدراجات الهوائية بعرض ثلاثة أمتار، وتقدر طاقته الاستيعابية بنحو 12 ألف مركبة في الساعة في الاتجاه الواحد، ويرتفع الجسر 15 متراً ونصف المتر فوق مستوى منسوب مياه خور دبي، بما يسمح بمرور مختلف أنواع السفن المبحرة في مياه الخور. وقد تم إنجاز 75% من جسر الشندغة والافتتاح في 2021، ويتميز جسر الشندغة بوجود القوس المعماري على شكل علامة اللانهائية (infinity) الذي يعلو جسر عبور المركبات بارتفاع 42 متراً عند قمة القوس، ويستلزم بناؤه استخدام 2400 طن من الحديد. ويتضمن المشروع توفير عناصر تكامل المواصلات التي تشمل تركيب مصعدين كهربائيين كبيرين للمشاة والدراجات قبل وبعد جسر الشندغة (infinity)، وتنفيذ ثلاثة جسور للمشاة تضم مسارات مشتركة للمشاة والدراجات الهوائية، ومنها جسر قيد التنفيذ حالياً على شارع الخليج. وجسران سيتم تنفيذهما مستقبلياً على شارعي الشيخ راشد والميناء، ويأتي ذلك في إطار جهود الهيئة لتعزيز التنقل المستدام وتوفير بيئة مناسبة للمشاة والدراجات الهوائية في المنطقة التي تشهد حركة تجارية وسياحية فريدة تتطلب شبكة متصلة من المسارات تربط منطقتي ديرة وبر دبي. خمس مراحل واستمع سمو ولي عهد دبي لشرح من معالي مطر الطاير، عن مشروع تطوير محور الشندغة، الذي جرى تقسيمه إلى خمس مراحل تشكل مجتمعة محوراً استراتيجياً يخدم العديد من المشاريع التطويرية في المنطقة مثل جزر ديرة، وواجهة دبي البحرية، ومدينة دبي الملاحية، وميناء راشد، ويستوعب الأحجام المرورية المستقبلية، ويساهم المشروع عند اكتماله في خفض معدل زمن الرحلة على محور الشندغة من 104 دقائق إلى 16 دقيقة. واطلع سموه على تفاصيل المشروع، حيث تم إنجاز مرحلتين، شملتا تطوير تقاطع شارع الشيخ راشد مع شارع عود ميثاء (تقاطع وافي)، وتطوير تقاطع شارعي الشيخ راشد والشيخ خليفة بن زايد، والعمل جارٍ لتنفيذ المرحلة الثالثة، وتشمل تنفيذ كل من جسر الشندغة، وتطوير شارع الكورنيش والتقاطعات على شارع الخليج وتطوير تقاطع الصقر. فيما افتتحت الهيئة في أغسطس الماضي الجسور المؤدية لمداخل ومخارج جزر ديرة عند شارع أبو بكر الصديق. وأوضح معالي مطر الطاير أن الخطط المستقبلية لمشروع محور الشندغة تتضمن تنفيذ المرحلة الرابعة وتشمل تطوير شارع الخليج وتــــقــاطـــع شـــارع الــخـليج مع شـارع أبـو هــيـل، وتطوير تقاطع شارع الشيخ راشد مع كل من شارع جميرا وشارع الميناء وشارع المنخول. ويتوقع إنجاز هذه المرحلة في نهاية عام 2025، كما تتضمن الخطة تنفيذ المرحلة الخامسة، وتشمل تنفيذ الجسور المؤدية لجزر ديرة من الجنوب، ويُقدر طول الجسور بـ1.5 كيلومتر، ويتوقع الانتهاء من هذه المرحلة في 2027. وأضاف معاليه: بالنسبة للقوس المعدني، جرى توفير نظام عزل وحماية مضاد للصدأ والتصاق الأحياء المائية، للجزء الملامس لسطح الماء، ويسمح هذا النظام بعملية تنظيف وصيانة الأجزاء من القوس المعدنـي الملامس لسطح الماء ما يطيل العمر الافتراضي للقوس، كما زود الجزء العلوي من القوس المعدنـي نظام طلاء وحماية مقاوم للصدأ. تجدر الإشارة إلى أن هيئة الطرق والمواصلات في دبي استخدمت عناصر وأنظمة إنشائية فريدة في تنفيذ جسر الشندغة لضمان حمايته واستدامته، تشمل بناء القواعد والأعمدة الإنشائية على عمق 40 متراً تحت منسوب القاعدة الواقعة علـى عمق متر واحد تحت منسوب قاع الخور، وتوفير نظام حماية عازل بوليثيرين عالـي الكثافة (HDPE Liner) للقاعدة وجزء الأعمدة فـي مياه الخور. إضافة إلى توفير الحماية لأعمدة الجسر من الحركة الملاحية فـي الخور، بمواد عازلة، وبنظام حماية ضد الصدأ والتآكل يعمل بكفاءة مدة 20 سنة. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :