عدن- وكالات: باتت القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي على بعد مئة كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وذلك بعد أن سيطرت هذه القوات المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية على غالبية جنوب البلاد، بحسب مصادر عسكرية.ويبرز بوضوح خلال الأسابيع الأخيرة تغير الموازين على الأرض لصالح القوات الموالية للحكومة وفيما تتابع قوات هادي الضغط شمالا باتجاه صنعاء، قالت مصادر عسكرية متطابقة إن هذه القوات تصعد عملياتها في محافظة اب جنوب صنعاء.وقد سيطرت أيضا على منطقة عتمة التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لمحافظة صنعاء.وتقع عتمة على بعد حوالي مئة كيلومتر فقط جنوب العاصمة.وتتصاعد المواجهات أيضا شمال صنعاء في منطقة أرحب بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة المعترف بها دوليا،ما يوحي بإمكانية مواجهة الحوثيين مزيدا من المتاعب في الشمال بعد أن كانت الموجهات الرئيسية محصورة في الجنوب.وحققت قوات هادي المدعومة جوا وبرا من قوات التحالف والتي تقاتل بأسلحة حديثة زودتها بها دول الخليج،سلسلة إنجازات خلال الأيام الأخيرة،وطردت الاثنين الحوثيين وحلفاءهم من آخر معاقلهم في محافظة أبين الجنوبية.وباتت قوات هادي التي يطلق عليها "المقاومة الشعبية" تسيطر على عدن، كبرى مدن الجنوب، ومحافظات لحج حيث قاعدة العند الجوية الأكبر في البلاد، والضالع وأبين.وما زالت محافظة شبوة الصحراوية هي المنطقة الوحيدة التي يسيطر عليها الحوثيون بين محافظات الجنوب اليمني.وقد صرحت مصادر محلية أن محافظ شبوة علي العولقي الذي عينه الحوثيون فر من المنطقة الى وجهة مجهولة فيما أكد سكان أن الحوثيين يزرعون الألغام الأرضية في المواقع المهمة في المحافظة.وتتقدم قوات هادي في المنطقة الوسطى لا سيما في محافظة اب جنوب صنعاء. كما تستمر المواجهات في تعز، ثالث أكبر مدن البلاد والتي تتوجه الأنظار إليها كهدف مقبل "للمقاومة الشعبية".وقال مصدر عسكري موال لهادي إن "قوات المقاومة سيطرت على ست مديريات في اب وتصعد تحركها في المنقطة".وأشار المصدر الى استمرار الاشتباكات في المحافظة الجبلية والى "سقوط ضحايا من الطرفين".ويسود توتر كبير في ذمار شمالا أيضا.وفي قراءة للتغير الكبير على الأرض وتراجع الحوثيين، قال الخبير في شؤون الأمن والإرهاب في الشرق الأوسط مصطفى العاني إن "التدخل المباشر الذي حدث من دول الخليج غير موازين القوى بشكل كامل".وأشار الى استخدام "الأسلحة الحديثة الثقيلة" من قبل القوات الموالية للشرعية، خصوصا مروحيات الأباتشي التابعة للتحالف.وباتت صنعاء الآن هدفا أساسيا للحكومة اليمنية والتحالف اللذين لن يكتفيا بتحرير الجنوب أو تعز.وقال العاني في هذا السياق "الهدف الحقيقي الآن هو صنعاء لكن قد يحصل اتفاق سياسي قبل معركة صنعاء".وقد يسعى الحوثيون الى عدم وقوع معركة كبيرة في صنعاء لتأمين عودتهم الى قوادعهم الأساسية في شمال الشمال وبسبب وجود خلافات مع حليفهم الأساسي الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بحسب العاني.
مشاركة :