عين الله لا تنام

  • 8/12/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تولي الجهات المعنية رعاية الأيتام اهتماماً خاصاً، عناية بهذه الفئة التي تستحق من الجميع اهتماماً كبيراً، وهو ما تلقاه فعلاً على المستويين الرسمي والشعبي. لهذه الفئة مكانة خاصة في قلوب الجميع، سواء من خلال المؤسسات أو الدور الاجتماعية التي تتطلع باستمرار إلى تضافر الجهود حتى يكتمل العطاء ويكون مثمراً إزاء هؤلاء. ما تتمناه هذه المؤسسات هو تصحيح بعض المفاهيم المرتبطة بالانطباع العام الذي يربط اليتم بمرحلة الطفولة، فقط، وحقيقة فإن اليتم ليس مصطلحاً مرتبطاً بالطفولة، بل بعمر الطفل حتى يبلغ سن الاعتماد على الذات التي قد تصل إلى مطلع العشرين من عمره. في هذا تواجه المؤسسات الإنسانية والاجتماعية العاملة في مجال رعاية الأيتام، ونتيجة الفهم الخاطئ لليتم، مشاكل عدة، فالجمهور يقبل فقط على أي مشروع بحاجة لدعمهم باعتباره مشروعاً للأطفال دون غيره، ضمن سقف عمري معين، متجاهلين بقية الأيتام ممن هم فوق سن الـ 18 عاماً من الفتيان والفتيات. تقف المؤسسات حائرة إزاء دعم يناله البعض دون بقية الأيتام الموجودين فيها، وهذا ظلم يقع على بقية الأيتام، والجميع يعلم مدى حساسية هذه الفئة التي يتطلب التعامل معها أسلوباً خاصاً ودراية تامة بمتطلباته. إن مد يد العون للمحتاج يدخل في النفس السرور، ويكون مبعثاً للبهجة يدخلها المانح على المحتاج، ويكون الفرح أكبر وذا وقع أشد عندما يكون العطاء، حصراً، لليتيم الذي أوصانا به ديننا الحنيف، لكن يبقى العطاء أشمل وأجزل وأكثر ثواباً عندما يصل لكل فئات الأيتام العمرية. من الضروري أن تكثف المؤسسات الإنسانية والاجتماعية التي ترعى الأيتام حملاتها وتقدم نفسها وخدماتها للمجتمع، وتحض من فيه على أدوار ينبغي أن تساهم فيها خدمة لهذه الفئة، فتكتمل الصورة الجميلة لسخاء المجتمع وأهله، المجبول على الخير والعطف، فعين الله لا تنام عن الأيتام، ولا عن أولئك الذين يحسنون إليهم.

مشاركة :