قال موقع «أفريكا ريبورت» إن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في حل النزاع على نهر النيل، رغم تصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة.وبحسب مقال لـ «روبرت مالي»، الرئيس التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية، و«ويليام ديفيجن»، المحلل البارز للشأن الأثيوبي في مجموعات الأزمات الدولية، فإن تصريحات ترامب حول سد النهضة الأثيوبي، التي انتقد خلالها أثيوبيا لرفضها صفقته المقترحة، وأشار خلالها إلى أن مصر قد تضطر في النهاية إلى تفجيره، هي بيان السياسة الخارجية الأكثر تهورًا حتى الآن في ظل منافسته الانتخابية. وتابع الكاتبان: بالنسبة لأثيوبيا، كانت تصريحات ترامب هي الأحدث في سلسلة من الخطوات التي أقنعت أديس أبابا بأن واشنطن تسعى إلى الضغط عليها للخضوع في التوترات الدائرة بينها وبين جيرانها من دول المصب.وتابعا: إن الموقف الأمريكي غير منطقي لأنه، مع الملء الأولي للخزان، أصبح مشروع الطاقة الكهرومائية العملاق الآن أكثر من أي وقت مضى حقيقة على الأرض. وهذه التصريحات قد تأتي بنتائج عكسية، لأن الحل الذي يلبّي احتياجات جميع الأطراف ما زال واقعيًا وممكنًا، خاصة أن القاهرة والخرطوم وأديس أبابا استأنفت يوم الثلاثاء الماضي المفاوضات الثلاثية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.ونبّه الكاتبان إلى أن جميع الأطراف لديهم مخاوف مشروعة، حيث تعتبر أثيوبيا بناء سد النهضة حقًا سياديًا وجزءًا لا يتجزأ من تنميتها، بينما تخشى مصر من أن يؤدي السد إلى نقص في النهر الذي تعتمد عليه لتلبية الغالبية العظمى من احتياجاتها المائية، فيما يخشى السودان أن يعاني إذا لم يتم تشغيل السد بالتنسيق مع السدود على أراضيه.ومضيا بالقول: لكن هذه المصالح بعيدة كل البعد عن التناقض. إذا تمت إدارة السد بحكمة وتعاون، يمكن أن يقلل السد من الفيضانات ويعزز الزراعة المروية في السودان، جنبًا إلى جنب مع مصر وغيرها في شرق أفريقيا. ويمكن للسودان أيضًا الاستفادة من توليد الكهرباء بشكل وفير من السد.وتابعا: يمكن أن يساعد السد في التخفيف من حدة الجفاف الإقليمي الذي يزداد احتماله بسبب تغيّر المناخ لأن خزانه الكبير يمكن أن يكمل أي تدفقات هزيلة. باختصار، حتى في الأوقات الصعبة، يمكن أن يولد السد الكهرباء لأثيوبيا مع توفير المياه لجيرانها المنكوبين.وأردفا بالقول: لقد توصّل الطرفان بالفعل إلى توافق في الآراء بشأن العديد من الجوانب المهمة في المحادثات التي يشرف عليها الآن الاتحاد الأفريقي ويراقبها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرهما. على وجه الخصوص، هم متفقون على كيفية ملء السد وتشغيله عندما يكون هطول الأمطار كافيًا. لكنهم يختلفون حول جوانب كيفية إدارة فترة الجفاف المطولة، وكيفية حل النزاعات، وكيفية التعامل مع أي اتفاقية محتملة لمشروعات أثيوبية في المنبع من شأنها تقليل التدفقات إلى السد.وبحسب الكاتبين، كخطوة أولى، يمكن للأطراف الاتفاق على الحد الأدنى من عمليات إطلاق المياه من سد النهضة، على أن يتم تعديلها بالإجماع إذا وضعت أثيوبيا خططًا لاستخراج المياه عند المنبع؛ ويمكن أن يُطلب من طرف ثالث التحقق من جميع البيانات المتعلقة بهطول الأمطار وتدفق الأنهار وإطلاقات الخزانات، والالتزام بإرسال أي نزاعات إلى لجنة التوفيق.وأشارا إلى أنه في حال فاز ترامب أو بايدن، فإن الولايات المتحدة يجب أن تنضم إلى الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في حث الأطراف على النظر إلى السد كحجر زاوية للتكامل الاقتصادي الإقليمي، ومساعدتهم على رؤيته على هذا النحو من خلال اقتراحات تدعم خطوط النقل وصفقات الطاقة، إضافة إلى الاستثمارات الزراعية المشتركة.واختتما بالقول: حان الوقت للولايات المتحدة لاستئناف دور الوسيط الفعّال وإقناع أطراف النزاع بأنهم ما زالوا قادرين على الاستفادة بشكل كبير إذا تمكنوا من التوصل إلى اتفاق.
مشاركة :