بكين أول نوفمبر 2020 (شينخوا) رفضت الحكومة الأمريكية مؤخرا اقتراحا روسيا لتمديد معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية الجديدة لمدة عام واحد على الأقل دون شروط. كما وجه ممثل أمريكي لدى الأمم المتحدة اتهامات لا أساس لها ضد سياسة الصين في الحد من التسلح. ومع ذلك، فإن واشنطن ذات عقلية الهيمنة هي التي تشكل أخطر تهديد للأمن والاستقرار الإستراتيجيين العالميين. تاريخيا، تعرف السياسة الدفاعية الأمريكية بسمعة سيئة قائمة على فكرة أن الولايات المتحدة يجب أن يكون لها عدو، وإذا لم يكن هناك عدو، فإن أفضل شيء هو خلق عدو. كما قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ذات مرة في عام 2019، فإن الولايات المتحدة هي "الدولة الأكثر حروبا في تاريخ العالم" لأنها لم تتمتع إلا بـ16 عاما من السلام في تاريخها الذي يبلغ 240 عاما. ونقلت صحيفة ((نيوزويك)) عن كارتر قوله حينها إن هذا بسبب ميل أمريكا إلى إجبار الدول الأخرى على "تبني مبادئنا الأمريكية". واليوم، باعتبارها القوة العسكرية الرائدة في العالم، تطلق الولايات المتحدة العنان للعديد من "نظريات التهديد" و"نظريات الحرب"، التي تعرّف الصين وروسيا بشكل صارخ على أنهما منافسان إستراتيجيان، مما يؤدي إلى تضخيم التهديدات الخارجية، وإثارة المواجهة بين الدول الكبرى. وتحتل الولايات المتحدة المهووسة بالحشد العسكري المرتبة الأولى في الإنفاق العسكري في العالم. وقد أنفقت أكثر من 700 مليار دولار أمريكي على الجيش في عام 2019، أي ما يقرب من 40 في المائة من الإجمالي العالمي، وأكثر من الدول العشر التالية مجتمعة. رغم ذلك، يواصل البنتاغون زيادة إنفاقه العسكري، لتسجل ميزانيته الدفاعية لعام 2020 رقما قياسيا بلغ 738 مليار دولار. ومن أجل الحفاظ على هيمنتها، فإن الولايات المتحدة ليست راضية عن مجرد قيادة الآخرين في التفوق العسكري. بدلا من ذلك، تسعى واشنطن إلى تجاوز الدول الأخرى عسكريا. في السنوات الأخيرة، بدأ البنتاغون أيضا في إعادة إطلاق برنامج حرب النجوم من خلال إنشاء القوة الفضائية وتسريع اختبارات الأسلحة والتدريبات العسكرية في الفضاء الخارجي. وتشكل هذه الأعمال تهديدات خطيرة لأمن الفضاء الخارجي وتتعارض بشكل صارخ مع مبدأ الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي. وانسحبت واشنطن أيضا من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى والاتفاق النووي الإيراني التاريخي لعام 2015، وأعاقت الحد من الأسلحة البيولوجية من خلال عرقلة استئناف المفاوضات من أجل بروتوكول يتضمن نظام تحقق لتعزيز اتفاقية الأسلحة البيولوجية. لقد كشفت كل هذه التكتيكات والمناورات السياسية الأمريكية عن براغماتيتها الخالصة بشأن معاهدات وأنظمة الحد من التسلح الثنائية والمتعددة الأطراف، مما جعل واشنطن حجر عثرة أمام القضية العالمية للحد من التسلح. وتعمل واشنطن أيضا على كسر التوازن الإستراتيجي من خلال نشر أنظمة دفاع صاروخي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ووسط وشرق أوروبا، وتخطط لنشر صواريخ أرضية متوسطة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا. وكما قال مؤخرا السفير قنغ شوانغ، نائب الممثل الدائم لجمهورية الصين الشعبية لدى الأمم المتحدة، فإن هدف الولايات المتحدة هو تعزيز الوجود العسكري والسعي إلى الهيمنة المطلقة. ولطالما مثلت التنمية السلمية والتعاون المربح للجميع إجماعا لدى المجتمع الدولي. وبصفتها أقوى قوة عسكرية في العالم، تتحمل الولايات المتحدة المزيد من الالتزام بحماية السلام العالمي ويجب أن تتصرف بمسؤولية في الحد من التسلح ونزع السلاح.
مشاركة :