تعليق ((شينخوا)): الولايات المتحدة تشكل أخطر تهديد للسلام في بحر الصين الجنوبي

  • 7/14/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بكين 14 يوليو 2021 (شينخوا) في سعيها إلى أن تصبح الآمر الناهي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تحاول الولايات المتحدة تحويل بحر الصين الجنوبي إلى دائرة نفوذ لمصالحها الذاتية الجيوسياسية. وبوصفها قوة عظمى متهورة، تشكل الولايات المتحدة الآن أخطر تهديد للمنطقة. ففي الأيام الأخيرة، أخذت الإدارة الأمريكية تستعد مرة أخرى لإثارة موجات جديدة في المياه الإقليمية. في يوم الأحد، استغل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ما يسمى بحكم هيئة تحكيم غير قانونية حول بحر الصين الجنوبي صدر قبل خمس سنوات واتهم الصين بتهديد حرية الملاحة وانتهاك القانون الدولي. وفي اليوم التالي، دخلت سفينة حربية أمريكية المياه الصينية بشكل غير قانوني بالقرب من جزر شيشا في المنطقة. ولدى واشنطن، من أجل إثارة ما يسمى بـ"التهديد الصيني" والسعي إلى الهيمنة في آسيا والمحيط الهادئ، تاريخ طويل من استعراض عضلاتها في المنطقة وتوجيه أصابع الاتهام إلى بكين بتهم لا أساس لها. بادئ ذي بدء، إن التهديد الذي تتعرض له حرية الملاحة هو محض خيال. فبينما تسير حوالي 100 ألف سفينة تجارية الآن في هذا الطريق البحري المزدحم سنويا، لم تبلغ أي سفينة على الإطلاق عن تهديد لسلامتها في بحر الصين الجنوبي. فتحت ذريعة حرية الملاحة، ترسل الولايات المتحدة بشكل متكرر سفنها الحربية وحاملات طائراتها إلى المياه الإقليمية وأجرت العديد من المناورات الحربية. ومثل هذا الاستعراض السافر للقوة يزيد عمليا من حدة التوترات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويقوض السلام والاستقرار هناك. إن تحرك واشنطن لإشعال النار في الرماد القديم هذه المرة هو أكثر التحركات المنافية للعقل. فالحكم غير القانوني والباطل وهيئة التحكيم نفسها يمثلان مهزلة سياسية. فهذا الحكم ينتهك ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. ولا يمكن لبكين قبول الحكم أو أي مطالبات أو إجراءات تستند إلى قرار التحكيم. وحقيقة أن الولايات المتحدة تدعو الآخرين إلى اتباع القانون الدولي بينما ترفض الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار هي أمر يدعو للسخرية ويعكس بوضوح نفاق واشنطن. إن ما فعلته الصين في بحر الصين الجنوبي يقوم على أسس تاريخية وقانونية مقنعة. ومن ناحية أخرى، ترى بكين أنه يتعين على الدول ذات الصلة في المنطقة تجسير الخلافات حول الحقوق البحرية الإقليمية من خلال التشاور. وهي تفعل ذلك طوال الوقت. في الأشهر الأخيرة، أحرزت دول المنطقة، بما في ذلك الصين، تقدما إيجابيا في المشاورات حول مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، مما يُظهر التزام مشترك من جانب هذه الدول بالحفاظ على السلام في موطنها المشترك. بمجرد ولادتها، يمكن لمدونة قواعد السلوك أن تحمي بشكل فعال الحقوق القانونية للأطراف ذات الصلة في المنطقة وفقا للقانون الدولي. يعد بحر الصين الجنوبي أحد أكثر مناطق المياه ازدحاما في العالم. ويعتمد التدفق السلس للتجارة العالمية وسلاسل التوريد العالمية المرنة إلى حد كبير على السلام والاستقرار هناك. ويتعين على الولايات المتحدة أن تلعب دورا بناء في المنطقة وأن تنضم إلى الآخرين لتحويل بحر الصين الجنوبي إلى بحر من السلام والتعاون والصداقة.

مشاركة :