نضال الأشقر وهيئة المسرح

  • 4/11/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت وزارة الثقافة تشكيل مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية، برئاسة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، وجاءت ضمن أعضاء المجلس شخصية لبنانية مسرحية مهمة، هي نضال الأشقر.هذا التعيين مرّ بهدوء ولم ينل حقه من الوقوف عنده بالسؤال، لماذا نضال؟ وهل هذا الاختيار يواكب التحول الثقافي ومتطلباته؟من نافلة القول، التأكيد على أن التحول يحتاج عملا جادا على حياكة عالم جديد فنيا وثقافيا واجتماعيا، يصنع بقع الضوء وينتج حوامل ثقافية بمساحات متوهجة، قادرة على جعل الناس يأتون إليها، فتحملهم الثقافة عموما والمسرح على وجه الخصوص إلى حيز الأطروحات الجادة والجدل المنتج والفرجة الواعية، وبهجة الحياة وإيجاد أماكن تلقٍّ وتلاقٍ تضيء الحياة بالفن.كما تحتاج إلى مشروعات غير تقليدية، يقوم عليها أسماء، لديها تجربتها الغنية في اجتراح الفعل الثقافي القادر على تعزيز الحياة العامة عبر المسرح، حيث اللحظة تحتاج أن يأخذ المسرح مساحته الضرورية في وجدان الناس وفي اهتمامهم اليومي.في تقديري، أن دخول اسم نضال ضمن تشكيلة المجلس جاء لتحقيق تلك الرؤى، فتجاربها غنية جدا في غير مجال، فمن الارتجال المسرحي والورش الأدائية إلى تجاربها الإخراجية في «طقوس الإشارات» التي كانت عالما من الدهشات والغوص في وعي ووجدان الإنسان وأحاسيسه المركّبة، ففي مسرحية «عرس قانا» التي كانت تخليدا لذكرى هي الأكثر استقطابا والأكثر إثارة للجدل في كيفية تناولها مسرحيا، وفي كيفية توريط الناس في خلق المناخ الثقافي والتأمل الجمعي، وفي صناعة المناخ الإبداعي المواكب للمناخ الوطني ونجحت في تحويل أعمالها أيقونات خالدة.هنا لست أبرر قرار الوزارة بقدر ما أنا أقرأ الواقع الذي يجعلني أقول: إنها خيار نوعي، فهي امرأة ممتلئة بشغف المسرح وبالحيوية الفنية وتملك قدرة هائلة على تحويل الأفكار إلى حقائق ملموسة ونقاش جاد يظهر حتى في لقاءاتها المتلفزة، لم يخطئ زاهي وهبي عندما وصفها بأنها «امرأة تقوم مقام وزارة»ولعل مسرح المدينة أوضح تجاربها التي ربطت المسرح بالحياة العامة، وصنعت به في لبنان فسحة جميلة تفتح أبوابها على مدار اليوم فيه مقهى الرصيف والمكتبة والسينما وصالة الفنون ومسرح الدمى، وحكواتي يتحدث للناس ومعارض الرسم.وبهذا المسرح استطاعت «نضال» في بلد غير مستقر أن تعيد الحياة في بقعة صعبة جعلت للمدينة المختنقة متنفسا، ورفدت الحياة بفعل ثقافي عالي الجودة، لأنها ترى في المسرح خبزا عالي الجودة سائغ اللذة، أما دعمها للشباب فهو ملمح مميز في مسيرتها الفنية ولعل تجربتها مع جون ليتل وود في الارتجال المسرحي وفي محترف بيروت، وضعتها إزاء فهم حقيقي للمدينة -أي مدينة- وكيف يصبح المسرح جزءا من تكوينها الثقافي وهو ما تحتاجه المدينة السعودية في أزمنة التحول وضمن مشروعات أنسنتها لتحقيق جودة الحياة.

مشاركة :