من نيك مولفيني سيدني 12 أغسطس آب (خدمة رويترز الرياضية العربية) - تعد مواجهة يوسين بولت وجاستن جاتلين الحدث الأبرز في بطولة العالم لألعاب القوى في بكين لكن بعد فضيحة المنشطات التي ضربت اللعبة مؤخرا بدا الأمر وكأنها معركة لبث روح جديدة في هذه الرياضة. ورد الاتحاد الدولي لألعاب القوى بقوة على اتهامه بالفشل في التعامل مع مئات من نتائج الاختبارات المشتبه بها بعد تسريب معلومات عن نتائج آلاف من عينات الدم لوسائل إعلام. ونفى الاتحاد بشدة أن يكون قد غض الطرف عن أي شبهات تتعلق بالمنشطات واصفا المزاعم بأنها تهدف إلى الإثارة واحداث بلبلة وقال إنه يتعاون مع التحقيقات المستقلة التي تجريها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. وما لا يمكن الجدال بشأنه هو أن جاتلين نفسه ثبت تعاطيه المنشطات بعد سقوطه مرتين في اختبارات الكشف عن مواد محظورة وكان من الممكن أن يتم ايقافه مدى الحياة لو لم يتعاون مع السلطات. على الجانب الآخر يقف بولت الذي يعتبر أكثر رياضي يجني أموالا من العوائد التجارية في هذه الرياضة خلال العصر الحديث. ويملك بولت سجلا نظيفا خاليا من المنشطات ويتمتع بشعبية جارفة بعد هيمنته على سباقات السرعة للرجال على مدار معظم السنوات السبع الماضية. لذلك فإن احتمال فوز جاتلين في المنافسة مع بولت المقررة مساء 23 اغسطس آب الحالي في بكين سيكون بمثابة ضربة جديدة لمصداقية هذه الرياضة. وقال بوب دورفمان خبير التسويق الرياضي في شركة بيكر ستريت للإعلان في سان فرانسيسكو لرويترز انت تتحدث عن الرياضي الأكثر أهمية وعشقا وشهرة والأكثر جاذبية في هذه الرياضة. انه يوسين بولت. وأضاف لو خسر أمام أي منافس سبق له تعاطي المنشطات في الماضي هذا لن يساعد الرياضة. وللأسف قد يحدث هذا السيناريو وهو ما سيشكل ضغوطا على الاتحاد الدولي الذي يسعى لاستغلال أي فرصة لتحسين صورته. وعانى بولت حامل الرقم القياسي العالمي لاستعادة مستواه هذا الموسم بينما يمر جاتلين (33 عاما) بفترة تألق حاليا ولم يخسر في سباقي 100 و200 متر منذ 2013. وقال جورج بيلتش خبير التسويق الرياضي في جامعة سان دييجو حينما ينظر الناس اليه وهم يعرفون أنه تم إيقافه من قبل بسبب المنشطات سيقول كثير منهم انه وجد طريقة ما للالتفاف حول الاختبارات. وأضاف بالنسبة لسنه سيجد الناس صعوبة في قبول أنه بات يركض بشكل أسرع من السابق. وحتى لو فشل جاتلين في هزيمة بولت سيكون هناك مواطنه الأمريكي تايسون جاي أو حتى الجاميكي اسافا باول وكلاهما ينافس في سباقات السرعة مع بولت وكلاهما عوقب بالايقاف ايضا بسبب المنشطات خلال العامين الماضيين. ويفاخر بولت دائما بانه عداء المنافسات الكبرى رغم أنه لم يستعد مستواه الذي سطع لأول مرة في سماء ألعاب القوى العالمية على نفس الملعب العش الطائر في بكين عام 2008. ومنذ فوزه بلقبي سباق 100 و200 متر في دورة بكين الاولمبية محققا رقمين قياسيين عالميين حالت بداية خاطئة في سباق 100 متر في بطولة العالم 2011 في دايجو دون سيطرة بولت على ألقاب سباقات السرعة في أربع بطولات كبرى. وما زال بولت (28 عاما) حتى الآن الرياضي الأكثر شهرة بين 2000 رياضي سيتنافسون على مدار تسعة أيام في بطولة العالم في الفترة من 22 إلى 30 أغسطس آب الحالي. هذا الرقم من غير المرجح أن ينخفض كثيرا رغم بدء الاتحاد الدولي في اتخاذ اجراءات تأديبية ضد 28 رياضيا بعدما أعاد فحص عينات ترجع لبطولتي العالم 2005 و2007 واكتشف 32 نتيجة عكسية لرياضيين اعتزلوا بالفعل أو تم إيقافهم بسبب المنشطات وفقا لما أعلنه الاتحاد. ومن المتوقع أن تزداد كثافة سحابة المنشطات التي تغلف رياضة ألعاب القوى مع انطلاق البطولة في بكين والتي تأتي في الأيام الأخيرة لرئاسة الامين دياك للاتحاد الدولي بعد 16 عاما وستصل إلى نهايتها الأربعاء المقبل. ويخوض الرياضيان والأولمبيان السابقان سيباستيان كو وسيرجي بوبكا الانتخابات لخلافة أحدهما للمسؤول السنغالي وسيأخذ الفائز على عاتقه مهمة أحياء هذه الرياضة. وأضاف دورفمان بالتأكيد ألعاب القوى ليست ضمن الرياضات التي تحظى بشهرة كبيرة باستثناء المنافسات في الألعاب الأولمبية. لذلك فإن أي نوع من الفضائح سيضر البطولة وسيضر أكثر شرعية هذه الرياضة. وتابع الأمر مشابه لما حدث في سباق فرنسا للدراجات. انت تتحدث عن فضيحة لم تعد بعدها الرياضة كما كانت ولم يتم اتخاذها على محمل الجد كما كانت عليه من قبل. وألعاب القوى سيتم وضعها في نفس هذه الفئة. (إعداد أحمد الخشاب - تحرير اشرف حامد)
مشاركة :