قال الرئيس الصيني شي جين بينج أمس، إن واردات الصين التراكمية من السلع ستتجاوز 22 تريليون دولار على مدى الأعوام العشرة المقبلة، وفقا لـ"الألمانية". وأكد خلال رسالة بالفيديو قدمها شي، في مراسم افتتاح "تشاينا إنترناشونال إمبورت إكسبو" في شنغهاي أمس، إن البلاد تسرع انفتاحها على الرغم من جائحة فيروس كورونا العالمية. يأتي ذلك في وقت أظهر فيه تقرير نشرته مؤسسة آي. إتش. إس ماركيت للاستشارات الاقتصادية أمس، نمو النشاط الاقتصادي لقطاع الخدمات في الصين خلال تشرين الأول (أكتوبر)، ما يشير إلى استمرار تعافي القطاع من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، التي عاناها في بداية العام الحالي. ووفقا لـ"الألمانية"، أشار التقرير إلى ارتفاع مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات إلى 56.8 نقطة خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي مقابل 54.8 نقطة في أيلول (سبتمبر) الماضي. وتشير قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، فيما تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش القطاع. وسجل المؤشر خلال الشهر الماضي ثاني أقوى نمو له منذ عشرة أعوام مدعوما بالأداء القوي للمؤشر الفرعي للأعمال الجديدة. في الوقت نفسه، واصلت التعاقدات الجديدة الخارجية تراجعها في قطاع الخدمات على خلفية عودة أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد إلى الارتفاع في عديد من أسواق التصدير في العالم. وأدت الزيادة الكبيرة في الأعمال الجديدة إلى جانب وجود مؤشرات قوية على تحسن حالة السوق إلى استمرار توسع الشركات في التوظيف للشهر الثالث على التوالي. وارتفع مؤشر تكلفة مستلزمات التشغيل بأسرع وتيرة له منذ أكثر من عامين على خلفية ارتفاع أعداد العاملين وزيادة تكاليف المشتريات. ورغم ذلك، رفعت الشركات أسعار خدماتها بنسبة طفيفة حتى تحافظ على قدرتها التنافسية. من ناحية أخرى، ارتفع المؤشر المجمع لمديري مشتريات قطاعي التصنيع والخدمات في الصين إلى 55.7 نقطة خلال الشهر الماضي، مقابل 54.5 نقطة خلال الشهر السابق، بما يشير إلى نمو سريع وحاد للنشاط الاقتصادي في مختلف أنحاء الصين عموما. وأوقفت الصين في اللحظة الأخيرة الثلاثاء أكبر عملية طرح عام في البورصة في التاريخ، محبطة آمال الملياردير جاك ما في غزو قطاع المالية الإلكترونية ومتسببة في تراجع أسهم مجموعة علي بابا العملاقة للتجارة الإلكترونية التي أسسها. وكان من المقرر أن تقوم مجموعة "أنت"، الشركة الأولى في العالم للدفع الإلكتروني، بطرح عام في بورصتي شانغهاي وهونج كونج، بقيمة غير مسبوقة لعملية اكتتاب كانت تقدر بنحو 34.4 مليار دولار "27.4 مليار يورو". لكن قبل أقل من 48 ساعة من الموعد الذي كان آلاف المساهمين يترقبونه، أوقف النظام الصيني العملية مساء الثلاثاء. وعلى وقع ذلك، شهدت مجموعة علي بابا، التي ترتبط بها "أنت" تراجع أسهمها بأكثر من 7 في المائة، في بورصة هونج كونج قبل دقائق قليلة من الإغلاق. كما خسرت مجموعة التسوق الإلكتروني 8.13 في المائة، في بورصة وول ستريت، التي أدرجت أسهمها فيها عام 2014 في عملية اكتتاب قياسية في حينه بلغت 25 مليار دولار. وفي ظل الصراع التجاري والتكنولوجي المحتدم مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب، عدت عملية إدراج أسهم "علي بابا" في "وول ستريت" بمنزلة تحد لواشنطن. وأسهمت مجموعة أنت، التي نحو 731 مليون مستخدم شهري نشطين على منصتها "علي باي" للدفع الإلكتروني، في إحداث ثورة في التجارة وخدمات الدفع في الصين، إذ أتاحت استخدام الهواتف النقالة لدفع ثمن المشتريت اليومية. لكن مجموعة أنت أثارت في المقابل مخاوف الهيئات المشرفة على الأسواق المالية باقتحامها قطاع القروض الشخصية وقروض الاستهلاك وإدارة الثروات والتأمين. وأشارت الهيئات الضابطة رسميا أمس الأول، إلى الواجبات المترتبة على مجموعة أنت على صعيد إبلاغ البيانات، في ظل تشديد التنظيمات المتعلقة بالقروض الإلكترونية أخيرا. والواقع أن بكين تعد أن الشروط الجديدة المفروضة على مجموعة أنت ستنعكس سلبا على نتائجها، ما سيحد من الأرباح الآجلة الموعودة للمساهمين. لكن النظام الشيوعي قد يكون يسعى أيضا إلى تحجيم مجموعة خاصة تتخذ وزنا متزايدا. وكتب بيل بيشوب خبير الشؤون الصينية في نشرته "سينوسيزم"، أن الحزب الشيوعي الصيني "ذكر مرة جديدة جميع رجال الأعمال، مهما كانت ثرواتهم وشهرتهم، بأن السقوط ليس بعيدا جدا عن الصعود". وقال الباحث أليكس كابري من معهد هينريش المستقل المعني بمتابعة تطورات التجارة العالمية، إن "أنت باتت مؤسسة مالية طائلة الحجم والنفوذ، وهذا غير مقبول للحزب الشيوعي الصيني"، مشيرا إلى أن نظام الرئيس شي جينبينج كان خلف تقاعد جاك ما المبكر في أيلول (سبتمبر) 2019. وقد يكون جاك ما أثار شخصيا هذه المرة استياء السلطات بخطاب ألقاه في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) في شانغهاي، ووجه فيها اتهامات مبطنة إلى هيئات ضبط الأسواق المالية بكبح الابتكار في قطاع التكنولوجيا المالية. وعليه، استدعى البنك المركزي وهيئات ضبط الأسواق المالية جاك ما والمديرين الرئيسين لمجموعة أنت، إلى اجتماع نقلت فحواه وسائل الإعلام الصينية في خطوة غير معهودة. ولفت جاكسون وونج خبير إدارة الأسهم لدى شركة أمبر هيل كابيتال، إلى أن قطاع المصارف العامة النافذ، الذي ينظر باستياء إلى توسع الإقراض الإلكتروني، قد يكون ضغط على الهيئات الضابطة لحضها على إخضاع مجموعة أنت لتنظيمات الحيطة ذاتها. وقدمت "أنت" في بيان، اعتذاراتها للمستثمرين، واعدة بإعادة تسديد كل المبالغ التي تم توظيفها حتى الآن. ويتوقف مستقبل المجموعة الآن على قدرتها على إتمام طرحها العام في البورصة. وقال تشيوو تشين أستاذ المالية في جامعة هونج كونج، "أعتقد أن الطرح العام سيتم، ربما بعد ستة أشهر، لكن إعلانه سيثير أصداء أقل، وسعر السهم قد يكون أدنى مما كان متوقعا".
مشاركة :