العالم يحتفل بيومه ١٤ نوفمبر ” علاج السكري من النوع الأول مابين الماضي، الحاضر والمستقبل “

  • 11/4/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه العديد من الأطفال واليافعين في مختلف أنحاء العالم من انتشار داء السكري من النمط الاول و الثاني . النمط الأول من داء السكري يصيب الأطفال واليافعين ومن هم دون الأربعين عاماً خصوصاً من يمتازون بالنحافة وذلك بسبب تحطم خلايا بيتا المفرزة للأنسولين بواسطة أجسام مناعية (غير معروف منشأها). لا علاج سوى الأنسولين ومنذ شهر ديسمبر 1922م وعندما اكتشف الأستاذ الدكتور بانتنج (كندي الجنسية) إلى يومنا الحاضر لا يوجد علاج ناجح سوى الأنسولين مهما تناقلت بعض الوسائل الغير موثوق بها أخبار تشير إلى علاجات بديلة أخرى أو عمليات سواء كان زراعة البنكرياس كعضو أو خلايا بيتا أو زراعة الخلايا الجذعية فإنها ما زالت تحت التجربة العلمية وليست ناجحة في الوقت الحاضر. عندما اكتشف الأنسولين في أواخر عام 1922م كان من خلاصة خلايا بيتا الخاصة بالبنكرياس الحيواني (الكلاب) ثم تطورت صناعة الأنسولين وأصبح يستخرج من خلاصة البقر والخنازير ، وفي عام 1981م تم بفضل الله إنتاج أول سلالة من الأنسولين (البشري) بواسطة تقنية الهندسة الوراثية (Recombinant DNA technology) . إنتاج سلالات جديدة ومن ذلك الوقت إلى يومنا الحاضر جميع أنواع الأنسولين المستخدمة في العالم تتميز بالنقاوة والفعالية وعدم تسببها بأضرار للجسم البشري بعكس ما يظن به غالبية المجتمعات العربية مما اثار الخوف والقلق من عقار الأنسولين بدلاً من المرض ذاته والهروب إلى علاجات بديلة غير فعالة ظناً منهم أن عقار الأنسولين ضار !! في عام 1996م تطورت صناعة عقار الأنسولين إلى إنتاج سلالات جديدة ما يسمى (نظائر الأنسولين)Insulin Analogues سواء كان منها ماهو سريع المفعول والذي يحقنه المريض قبل أكل الوجبات أو طويل المفعول والذي يحافظ على مستويات السكر في المستويات الطبيعية ما بين الوجبات وخلال فترة النوم . انتظام مستويات السكر وآخر تطور لإنتاج هذه السلالات هو أنسولين ديجلوديك (Degludec) والذي وصل حديثاً إلى الوطن العزيز المملكة العربية السعودية والذي يقوم بتغطية 42 ساعة تضمن انتظام مستويات السكر في المعدلات الطبيعية ولكن لابد من اضافة الأنسولين الخاص بالوجبات معه . التطور في علاج داء السكري شمل أيضاً صناعة أجهزة التحليل المنزلية الخاصة بمراقبة مستويات السكري في الدم. عندما ننظر إلى الماضي بما يخص هذا المجال في عام 1776م كان لا يوجد لدى أطباء السكري أي وسيلة لقياس وتشخيص مرض السكري سوى تذوق بول المريض وعند ايجاد المذاق حلو بالإضافة إلى أعراض شرب الماء والتبول الزائد كان يشخص المريض آنذاك بداء السكري . السكر تحت المراقبة وفي عام 1900م تم اختراع أول أجهزة تقيس مستويات السكر في الدم ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا الحاضر تواجدت العشرات من الأجهزة الحديثة والتي تتميز بصغر حجمها ودقة عملها ورخص ثمنها لكي تعين مريض السكري على قياس مستوى السكر في الدم بشكل متواصل يومياً وذلك لوضع مستوى السكر تحت المراقبة . في عام 1999م تطورت هذه الأجهزة وتطورت تقنية قياس السكر في الدم ليصبح هنالك جيلاً حديثاً سمي بحساسات السكر وهي عبارة عن إبرة بلاستيكية صغيرة الحجم وعلى رأسها حساس لقياس السكر في السائل الخلوي ما بين الأنسجة تحت الجلد . أجهزة التحليل المنزلية وهذا الحساس ينقل جميع قراءات السكر إلى جهاز خارجي صغير الحجم يستطيع المريض باستخدامه أن يراقب مستويات السكر لديه على مدار الساعة بدون وخز او ألم ، وهذه الحساسات تتوفر حالياً في السوق السعودي وتتميز بدقة عملها ( ولكن تحتاج إلى معايرة يومياً بواسطة أجهزة التحليل المنزلية) . وظهر في السوق السعودي نوع جديد من حساس قياس السكري والذي يعمل بطريق الماسح والذي يسمى بـ Free style libre و يمتاز بأن الحساس لا يحتاج معايرة ويعمل لمدة 14 يوم و أسعاره في متناول الجميع نوعاً ما وهذا ما تناقله معظم مرضى السكري في الآونة الأخيرة عن هذا النوع الجديد من حساس قياس السكري . تناسب جميع الأعمار بما يخص حقن الأنسولين تحت الجلد كذلك هنالك تطور في الطرق المختلفة فعلى سبيل المثال كانت أول إبرة لحقن الأنسولين من النوع الحديدي وكانت طويلة وحادة في عام 1923م ولكن شملتها التقنية والتطور وأصبحت في يومنا الحاضر إبرة الأنسولين صغيرة المقاس ونحيفة حيث تناسب جميع الأعمار ولا تسبب أي أذى أو ألم خلال الحقن مقارنة بما كان في الماضي . كماظهر في السوق السعودي تقنية جديدة لتخفيف آلام الحقن لمريض السكري وهو ما يسمى (i-port Advance) وهذه عبارة عن لصقة تلصق فوق الجلد وتكون لها إبرة بلاستيكية تغرز تحت الجلد ولها خاصية تحملها للبقاء بفعالية لمدة 3 أيام متواصلة وللمريض القدرة على الحقن خلال هذه اللصقة (بدلاً من جلده) بأي عدد وبأي نوع من الأنسولين . فوائد مضخات الأنسولين وهذه التقنية ساعدت الكثير من المرضى وخصوصاً الأطفال الصغار لتقبل حقن الأنسولين وتفاعلهم إيجابياً مع المرض أكثر بكثير مما كان عليه في السابق من الحقن المباشر تحت الجلد مما نتج عنه حسن انتظام في مستويات السكر وبالتالي في انتظام معدلات السكر التراكمي . أختتم هذا المقال بالتحدث عن مضخات الأنسولين فقد بدأ العالم الدكتور أرنولد كاديش Arnold Kadish (أمريكي الجنسية) عام 1963م بفكرة اختراع مضخات الأنسولين والتي تضخ الأنسولين عبر جهاز الكتروني وكانت هذه الفكرة في البداية غير ناجحة حيث كان حجم الجهاز كبير جداً ولم يتقبله المرضى . ومنذ ذلك التاريخ حتى عام 1990م عندما بدأ التفكير الجاد بإنتاج أنواع حديثة من مضخات الأنسولين وبفضل الله تطورت صناعة المضخات منذ ذلك الوقت إلى يومنا الحاضر ، حيث توجد العديد من الشركات المنتجة لهذه المضخة والتي تضخ الأنسولين عن طريق الجهاز المبرمج من قبل الطبيب المعالج بجرعات يحددها للمريض على مدار 72 ساعة وبعدها لابد للمريض أن يغير مكان الإبرة البلاستيكية المرتبطة بالجهاز والتي تغرز تحت الجلد . 3 وظائف في جهاز وهذه التقنية تطورت وكان هنالك خبر سار لجميع مرضى السكري في 28/سبتمبر/2016م عندما وافقت منظمة الداء والدواء الأمريكية بأحدث تقنية من المضخات والتي تسمى MiniMed 670G وهذه المضخة تسمى المضخة الذكية (Smart pump) والتي تحتوي على 3 وظائف في جهاز واحد تعمل جميعها بشكل متوازن من أجل ضخ الأنسولين اتوماتيكياً سواء خلال فترة الوجبات أو ما بين الوجبات ومرتبطة بحساس سكري ومرتبطة بجهاز تحكم لتحديد مقدار الجرعات يسمى (العقل الذكي للمضخة) . زراعات الخلايا الجذعية وبما يخص زراعات الخلايا الجذعية وخلايا بيتا فإلى هذه اللحظة مازالت تحت التجربة العلمية ولا يوجد الكثير من الحديث حولها سوى النصيحة لجميع متداولي وسائل التواصل الالكترونية على عدم تصديق ما ينشر من نجاحات وهمية في بعض الدول المجاورة سواء كانت دول العالم العربي، الآسيوي والأوروبي . أسأل الله عز وجل أن يكتب الشفاء لجميع مرضى السكري وأن يثيبهم كل خير على صبرهم وتحملهم لعلاج هذا المرض … (*) استاذ استشاري الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز. أ.د.عبدالمعين عيد الأغا

مشاركة :