برحيل الفنان نور الشريف تكون السينما قد فقدت قامة أخرى من الفن الأصيل، قامة أمتعت الجمهور على مدى ربع قرن قدمت خلاله أفلاماً ومسلسلات باقية في الأذهان يتذكرها الجمهور بحب وحزن على ما وصل إليه الحال. نور الشريف تابعناه وأحببناه، كان اسمه في بطولة فيلم أو مسلسل كافياً ليكون بطاقة استقطاب المشاهدين لمتابعة العمل، لأنه ببساطة كان فناناً ملتزماً أحب فنه وقدره واحترم جمهوراً عريضاً فبادله الإحساس، وكان كريماً معه طوال تلك السنوات وحتى آخر عمل له. رحل نور الشريف وستبقى أعماله تثري مكتبة السينما العربية، وسيبقى اسمه لامعاً ناصعاً في عالم دخله كل غث، وأصبح مرتعاً لكل شيء فيه الجميل والقبيح الذي لا حد له. تاريخ طويل في السينما المصرية والإنتاج التلفزيوني رشح نور الشريف لأن يكون نجماً بارزاً في سماء فيها الكثير من النجوم، وكان له فيها مساحة من التكريم ونيل الجوائز والأوسمة كما كان له حب وإعجاب وتقدير الجمهور، ليس في مصر فحسب بل الوطن العربي بأكمله. كان صادقاً وأميناً لفنه، نلتف حول شاشة التلفزيون وننسى نور الشريف ونعيش الحالة مع الدور الذي يؤديه، هو الحاج متولي وعبدالغفور البرعي وغيرهما من الشخصيات التي أداها في الأعمال السينمائية والدرامية التي كانت وستظل علامة فارقة مبهرة لن تنسى. حبيبي دائما و جري الوحوش والعار و سواق الأوتوبيس وغيرها أعمال ستقف عندها السينما المصرية، وستتذكرها الجماهير طويلاً، هكذا هو حال من أخلص لمهنته وأبدع فيها، فلم يكن فن هؤلاء الناس من أجل المادة بل كان عشقاً وحباً. رحم الله الحاج متولي في مسلسل كان بمثابة الطاولة المستديرة التي تجتمع حولها الأسرة تستمتع بفن كوميديٍّ راقٍ، ورحم عبد الغفور البرعي في لن أعيش في جلباب أبي لكنه عاش في القلوب ودخل البيوت من أوسع أبوابها يقدم فناً هادفاً راقياً يسعد المشاهد وبشوق يترقب حلقات مسلسله.
مشاركة :