مع سيطرة المادة على العالم، تتسلل المادية إلى المشاعر الإنسانية، لتتوارى أو ترتبك بفعل الضغوط، ولكن هل يمكن شراء الحب بالمال، أم أن القيم المعنوية كالحب وغيره من المشاعر الإنسانية لا يمكن مقايضتها أو الاستعاضة عنها بالبدائل المادية؟.. وإذا تحقق ذلك، هل يمكن استمرار العلاقات الإنسانية القائمة على الإغراءات المادية؟ عاليا أمين، استشاري العلاقات الأسرية، ترد على تلك التساؤلات من واقع خبراتها ومعايشتها للعديد من العلاقات، مؤكدة استحالة استبدال القيم المعنوية بالمادية، وشراء الحب بالمال، أو بقيمة مادية أخرى، لافتة إلى أن هناك شخصيات تُؤثر متطلباتها المادية، على مشاعرها، لكن نسبتهم قد لا تتجاوز 2 بين 9 أشخاص، وفق الأنماط التي افترضها، مايرز بريجز، لتصنيف الشخصيات البشرية. وفيما يخص علاقة الحب بالمادة، وهل يمكن أن يتحقق عبر العوامل المادية فقط، ترى «أمين» أن المال لا يخلق علاقة حب، لكن العوامل المادية قد تعزز قدرة أحد الأطراف في التعبير عن حبه للطرف الآخر، عبر تقديم الهدايا، أو توفير أحد سبل الاهتمام، لكن هذه الأمور أيضًا مرتبطة بأنماط الشخصية، وبميول كل نوع من الشخصيات؛ لذا يُمكن استقطاب، كل شخصية باللغة المتناسبة مع نمطها وميولها، وهو ما قال عنه، جير تشابنان، أن للحب لغات خمسة؛ فلكل نمط من أنماط الشخصية لغة تتناسب وميولها. وعن خطورة العلاقات القائمة على المادة، تؤكد استشاري العلاقات الأسرية، أن العلاقات القائمة على الإغراءات المادية، عادة ما يكون مسيرها الفشل؛ نظرًا لتصدعها وانهيارها، أمام القيم المعنوية العليا، كالعطاء والتضحية، في حين تصمد العلاقات القائمة على أسس معنوية مجردة، في وجه العواصف والصعوبات المادية.
مشاركة :