سندس الشنقيطي كاتبة وإعلامية سعودية رغم أن للقصص الاجتماعية في الحياة تأثيرها ولتجارب الآخرين تأثيرها، تبقى للطبيعة البشرية أنفتها في تقبل قصص وتجارب من حولها. نرى بعض الأشخاص في حاجة لمن يأخذ بيدهم ليخرجهم من نطاق الذات. بحكم سيطرة الأنانية أو حب الذات أو روح التحدي لمن حولهم، وقبل أن تخوض النفس البشرية بعض التجارب نجد أسلحة من الرغبة وشرارة من الإرادة تنطلق في مواجهة الحياة. تنطلق بكم كبير اتجاه الهدف المراد وتعصف بها انعكاسات الحياة وبعض منغصات الأقدار لتكون نسبة النجاح 50% والفشل 50%، ويعتمد ذلك على جوانب عدة أهمها منطقية الأهداف وتقبل المجتمع؛ إذ يخال لدى البعض أن شدة الاهتمام بشيء معين وحده يكفي للنجاح ليقف عاجزاً أحياناً فيجهل ما عليه فعله، ولهذا تحديدا نراه يسلك سلوك الإنسان اليائس. متناسياً أن الاهتمام يحتاج أرضاً ثابتة يضع عليها قدميه أياً كانت نوعية أهدافه، ليتدرج الشخص بنفسه، فقد يفشل وربما ينجح! وفي حال نجاحه: دائما ما تتوج الرغبة والقدرة والفرصة بتاج من الإرادة، أما في حال الفشل فالكل يتذمر، منسباً تلك التجربة الفاشلة إلى أقرب شماعة، وغالبا ما تكون الشماعة الأولى هي المجتمع، متجاهلاً أن أولى درجات سلم النجاح هي الفشل. مثلها تماماً تلك التجارب والأقدار والظروف الصعبة التي قد نمر بها في الحياة لتجد بعض الناس يردد أنها ذنوبك يا فلان، متناسياً أن الدنيا دار ابتلاء ومحن، كلنا نذنب ولكننا نتبعها بالاستغفار راجين من رب العالمين الرحمة. فاتركوا لكل بداية وانطلاقة مراحل فشل تزيد من همم الإرادة داخلكم وتدوِّن قصصاً إيجابية يستفيد منها العاقل ويقرأها الأحمق. وإذا كانت البداية انطلاقة فمن المؤكد أن تكون النهاية واضحة المعالم ولها نتيجة، وبما أننا في بداية نجهل نهايتها، لكننا نعرف أن الإنسان في أي مكان هو من يستطيع أن يختار الاتجاه الذي يواصل السير فيه كيفما يشاء، ليبقى صاحب الهمة مهما اعتقلته الظروف فيمضي نحو الأمام، والآخر لا يستطيع سوى أن يعود أدراجه خلفاً أمام أبسط ظرف يمر عليه. يبقى الأهم!! علينا أن نعي ونعرف تماماً أن الفشل قوة ولكننا نجهل تسخيرها، وأن نتجاهل ثقافة المجتمع أحيانا نحو تجاربنا الفاشلة، وأن الحياة نزهة إلا أنها تفتقر إلى الراحة، فالمذنب مبتلى والمستغفر مبتلى والشيخ مبتلى، وعلى كل شخص تقييم ذاته داخلياً وتصفيتها، فمن كان مذنباً فعليه الاستغفار، وإن كان مبتلى فعليه الاستغفار، وإن كان شيخاً فعليه الاستغفار. وكلنا هنا نعيش نشوة حالمة نشرب من كأس السعادة المترعة وأحيانا العكس، نتمايل من فرط البهجة ونسقط من قوة الصدمة، يبدو خارجنا مثل ألوان الزهور، وداخلنا أضناه الجفاف، منتظرين أن نسعد بقطرة ندى لنبدو أجمل وأبهى ما يكون؛ حيث إن داخلنا مكمل لخارجنا!! فهل استوعبتم رسالتي؟!!
مشاركة :