الفشل بوابة لنجاح آخر

  • 4/30/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هناك عبارة شهيرة للاعب كرة السلة مايكل جوردان تتحدث عن فشله مرة بعد مرة بعد مرة، وعن ذلك هو السبب في نجاحه، مقولة أخذتها من كتاب فن المبالاة. وصاحب كتاب فن المبالاة السيد مارك مانسون أضاف جملة جميلة وجديدة، وقال: إنني أخطئ دائما، في كل شيء، مرة بعد مرة بعد مرة، وهذا سبب تحسن حياتي وتطورها. وأنا أضيف بكل تواضع: إن الممارسات والنشاطات التي مررت بها في حياتي منذ الصغر والفشل يلازمني من المدرسة إلى العمل، فقد مررت بالعديد من الأعمال من وزارة الكهرباء، مع مكي من قرية بوقوة، كنا نركب مراوح في أسقف حجر مولدات الكهرباء في عام 1968، ثم انتقلت إلى طيران الخليج، وثم وثم وثم وهنا العشرات من ثم، إلى أن استقريت في شركة دلمون للدواجن، وجميع هذه الأعمال واكبها الفشل، حتى عند انضمامي في العمل السياسي السري في أعوام السبعينات كانت نهايته الفشل مع من انضممت معهم!! وحتى الرياضة، عندما كنت لاعبا في نادي العربي ومن ثم تحولت إلى عضو إداري (مدير النادي)، وكانت لي مساهمات متواضعة في الدمج الذي قمنا به بين أربعة أندية وهم العربي واليرموك والولعة والوطني، وأطلقنا عليه نادي الوحدة، وبقيت مديرا للنادي لسنوات عديدة! هذا الكم من الأعمال والنشاطات كم من الأخطاء والفشل صاحبها؟ أنا أعتقد الكثير والكثير من الفشل، وعلى الرغم من توفيقي ونجاحاتي المتواضعة، أو لنأخذ كلمة (تحسن حياتي) إلى الأفضل في الأعوام الأخيرة، ربما جاء هذا التحسن نتيجة فشلي عندما قررت أن أرشح نفسي للانتخابات البلدية في عام 2002، وبالتأكيد كان قرارا خاطئا ويحسب عليه فشل محقق، نتيجة تصرف أرعن، وأهبل، ولم يكن هذا الدرس كافيا لأتعلم منه الدروس المستقبلية وإنما كنت كمن سقط في حفرة وبقى يحفر فيها، بينما كان من الأجدر أن ينتظر إلى أن تأتيه المساعدة! لم أنتظر وبقيت على هبلي وأعدت الكرة مره ثانية ورشحت نفسي للانتخابات النيابية التي حدثت في عام 2016، وهنا حدثت الكارثة وخسرت كل مدخراتي التي جمعتها طوال حياتي، وأحمد ربي أني لم أقترض من البنوك مثل الهبلان الآخرين، اكتفيت بلعب القمار بالمبلغ الموجود في جيبي! ويا ليت لعبت مع مترشحين في مستواي المادي والأخلاقي!! ولنأخذ على سبيل المثال هذا السؤال: هل يعقل من مرشح أن يساعد ويساهم في نجاح غيره؟ مرشح آخر في نفس دائرته -وضده- مع تذكر النائب السابق نبيل البلوشي والدكتورة لولوة المطلق، هذه المواقف التي قمت بها اتجاههم لأنني كنت أعتبر فوزهم هو فوزي أنا؛ لأنهم كانوا يستحقون الفوز آن ذاك؛ ولكن عند السياسيين هذا التصرف، تصرف أهبل.. كل هذا الفشل الذي مررت به أنار لي طريق الصحافة والكتابة التي اعتز بها، على الرغم من استمراري في الأخطاء والفشل.

مشاركة :