في سنوات الخمسينيات والستينيات كانت قمة البذخ السياحي للمواطن الخليجي هو السفر إلى بيروت أو القاهرة. ومن كان يسافر إلى بيروت أو القاهرة من محيط مجتمعي فنسمع عن أخبار رحلتهم قبل السفر وأثناء السفر وبعد السفر. ولم يسافر في تلك الفترات إلا أعداد قليلة ومعروفة من وجهاء المجتمع. وبعد ذلك تغير كل شيء. وبدأت طفرة ذهاب السائح الخليجي إلى كل دول العالم وخاصة إلى دول اوروبا في بداية السبعينيات. وقد كانت لندن هي أكبر وجهة يتجه لها الخليجي بسبب الترابط السابق وكذلك سهولة التعامل مع اللغة الإنجليزية. وفي الوقت الحالي أصبح سفر الكثير من الأسر شيئا روتينيا. ولكن في الوقت الحالي عكس الكثير من السياح من دول الخليج صورة غير جميلة بدأت تتسرب ليس فقط إلى مواقع التواصل الاجتماعي, بل وحتى محطات التلفزيون والصحف الرسمية. وتم عرض مناظر تعكس تصرفات أعداد قليلة ولكنها أثرت على سمعة الكل. وبدأ المواطن الأوروبي ينظر للسائح الخليجي نظرة دونية سواء بسبب التصرفات الطفولية أو إلقاء المخلفات في أماكن تعتبر من الأجمل في العالم. ولكن دون أن يدري السائح الخليجي أنه في نهاية الأمر هو من سيدفع الثمن. فمن الممكن أن يتم رفع قيمة التأشيرة على المواطن من دول الخليج أو عدم تأجير الشقق أو عبر زيادة اسعار أمور أخرى. وقد يصل الأمر إلى وضع شروط أكثر صرامة على تأشيرة الدخول. والغريب في الأمر وهو أن كل مواطن خليجي تقابله أو تتحدث معه فإنه ينتقد هذه السلوكيات ويحذر منها. فإن كان الكل ضد هذه التصرفات الشاذة, ففي هذه الحالة من يرمي المخلفات ويكسر القانون؟. وهل أصبح رمي المخلفات لدينا عادة خليجية لأننا تعودنا وقمنا بتعويد صغارنا أن هناك من سيأتي من العمال ليقوم بتنظيف ما نرميه من فضلات؟. وهل عندما تلبس ملابس غير ملائمة للخروج (سروال وفانيلة) هو من نوع الدعابة؟. والأدهى والأمر هو أن ترى في شوارع العواصم الأوروبية وخاصة في لندن وباريس سيارات خليجية فارهة بلوحات خليجية فقط للاستعراض دون أن يعلم أن المواطن في اوروبا ينظر لك بازدراء وليس بإعجاب. فدولة مثل الدانمارك قد يستغرب القارئ إذا علم أنهم ينظرون نظرة دونية لكل من يركب سيارة فخمة. ولا أعرف سبب تحميل سيارات خاصة من عواصم الخليج فقط لغرض قيادتها في عاصمة اوروبية رغم أن هذه العاصمة الاوروبية هي في الحقيقة من قام بصنع هذه السيارة. وهل السياحة مع الأسرة بقصد شوفوني أم بقصد الاستجمام والراحة؟. للأسف الشديد رأينا مناظر لا توصف ومقاطع لا يعرف المرء هل يضحك أم يبكي بسببها. وبالطبع لاحظوا أنني لم أتحدث عن البطة التي سرقها مواطن خليجي لينتهي المطاف بالبطة على مائدة الطعام. وكل شيء موثق بالصور. يعني حتى البط ما سلم منكم.
مشاركة :