أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين أن قيم أهل الإسلام تنبع من دينهم وعقيدتهم، والأحكامِ الشرعية التي تحكمهم، ونظرتهِم إلى الحياة الدنيا، ومصيرِهم في الحياة الأخرى ومن أدق التعريفات للقيم، وأجملها، وأصدقها هي: "الصفات التي يحملها المرء ويعامل بها غيره"، يقول عبدالله بن المبارك: "كاد الأدب أن يكون ثلثي الدين".وتساءل أين الدين من رجل صاحب عبادة: من الفرائض، والنوافل، والصدقاتٍ ولكنه يظلم هذا، ويماطل في المرتبات هذا لا يؤدي حق هذا، يحترم الناس في مقاماتهم، ولا يقدرهم في منازلهم، يتخطاهم بوقاحته، وينظر إليهم شزرا واحتقارا بكبريائه تذكروا - رعاكم الله - حديث المفلس الذي يأتي بحسنات أمثالِ الجبال، وقد ضرب هذا، وشتم هذا، وأخذ مال هذا، تذهب حسناته كلها، ثم يلقى في النار نسأل الله العافية.وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أن القيم والأخلاق ركيزة من ركائز البناء الإنساني، وركن ركين من بنيان السلوك البشري، يمس جميع مظاهر السلوك في الفرد والمجتمع، ركيزة ركينة توجه السلوك إلى الخير، وتحفز إلى الترقي في مراتب الكمال، والسير نحو مراقي السمو، وبها يكون السعي الجاد الصحيح إلى معالي الأمور ومحاسن الأعمال، إنها خصلة بل خصال إذا سادت في الناس عاشوا في أمن واستقرار، وتكاتف وتعاون، خصال تبني الشخصية.وأشار الدكتور ابن حميد إلى أن الناس لا يرون من إيمانك، ولا عبادتك، إلا بما يرونه من خلقك، وسلوكك، وتعاملك، فالدين مقرون بالمعاملة، فقبل أن يكون المصحف في الصدر أو في الجيب فليكن في الخلق والعمل، وقبل أن يحدث المرء الناس عن الدين وسماحته وكماله، فليحدثهم بسلوكه وذوقه، وتعامله، والمعيار الدقيق والميزان الصادق في ذلك كله: "أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، وأن تأتي الناس بمثل ما تحب أن يأتوا إليك". كما صحت بذلك الأحاديث والتوجيهات من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.وأضاف أن المجتمع يتقوى ويتحصن بتنشئة الأجيال على معالي الأمور، ومكارم الأخلاق، كما دعا إلى تعليم ثقافة الاختلاف في الرأي، وأن ما يقوله صواب يحتمل الخطأ، وما يقوله صاحبه خطأ يحتمل الصواب.< Previous PageNext Page >
مشاركة :