البدير: القلاقل والفتن من علامات الساعة

  • 11/7/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير –في خطبة الجمعة–: إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل ويرفع العلم وينقص العمل وتظهر القلاقل والفتن، يرقق بعضها بعضاً وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ويمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه، ويلقى الشح ويكثر الهرج، أي القتل حتى يأتي على الناس زمان لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل، القاتل والمقتول في النار، وتأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، يؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، السفهاء من الناس يتكلمون في أمر العامة، وتضيع الأمانة، ويسند الأمر إلى غير أهله ويلتمس العلم عند الأصاغر ويتباهى الناس في المساجد ولا يعمرونها إلاّ قليلاً. وأضاف: حان أجل الدنيا وفراغها، وأوشك زوالها وانقضاؤها، واقتربت الساعة ودنا قيامها، وأزفت الآزفة وقرب وقوعها، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حوادثها وعلاماتها وأبان عن أشراطها وأماراتها، وأنذر بذكر دلالاتها ومقدماتها، ليتنبه الناس من رقدتهم ويحتاطوا لأنفسهم ويستعدوا ويتداركوا، ويتوبوا قبل أن يباغتوا، "فهل ينظرون إلاّ الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها"، أشراط صحت بها الأخبار وثبتت بها الآثار، لا يجوز إنكارها ولا يسوغ ردها، ومما ظهر من أدلتها ومضى من أشراطها بعثة نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وعاقب المرسلين الذي أكمل الله به الدين وأقام به الحجة على العالمين، بعث في نسم الساعة وقال: "أنا والساعة كهاتين" ويشير بإصبعيه فيمدهما، وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من علاماتها وموته من أعظم المصائب التي دهمت أهل الإسلام. وقال: كيف بكم إذا نفخ في الصور وشخصت الأبصار، كيف بكم إذا طارت الصحف ونصب الصراط وأحاطت الأوزار، كيف بكم إذا أزلفت الجنة وزفرت النار، كيف بكم إذا قرب السؤال والحساب وشهدت الجوارح ونشر الكتاب، وتقطعت الأسباب وقرب العذاب، فالبدار البدار فقد حان وقت التوبة والرجوع، وحل زمن البكاء والدموع، يتوب الله على من تاب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فاستدركوا الأوقات قبل الفوات، إن وعد الله آت، فاللهم سلمنا من تلك الأهوال، واجعلنا يوم الفزع الأكبر من الآمنين، وعند اللقاء من الفائزين. دعاء وتضرع

مشاركة :