في أعقاب انتخابات عام 2016، كان هناك قناعة لدى الديمقراطيين بأن النتائج كانت مدمرة. نعم، لكنها كانت أيضاً غريبة بالتأكيد، ولأول مرة في تاريخ الحزب الديمقراطي، كان الناس يفحصون الأدلة، ويعودون إلى رشدهم، ودون الحاجة إلى هزيمة ساحقة يعترفون بأنهم كانوا على خطأ فادح. واليوم، مع اقتراب فوز محتمل لجو بايدن، فإن الشيء المؤكد الوحيد هو أن «الموجة الزرقاء»، التي كانت متوقعة ليلة الثلاثاء لم تتحقق، ولم يقتصر الأمر على فشل الديمقراطيين في تحقيق فوز ساحق، ولكن في كثير من الدوائر الانتخابية زاد الدعم لترامب بالفعل، وأظهرت البيانات الانتخابية المبكرة أنه في أجزاء من تكساس على سبيل المثال، بينما صوتت أعداد قياسية في الولاية (6.6٪ أكثر من 2016) في بعض المجتمعات الريفية، تضاعف الإقبال على ترامب. وعلى المستوى الوطني، بينما اعتقد 35٪ من الناخبين قبل أربع سنوات أن ترامب يتمتع بمزاج جيد للحكم، أشارت استطلاعات الرأي هذا الأسبوع إلى ارتفاع هذه النسبة إلى 44٪. كل هذا بصراحة مذهل، وسيتبع ذلك أسابيع من تحليل البيانات، ولكن في المقام الأول سيكون الرد الوحيد الممكن على كل هذا هو الصراخ: «يا إلهي، ما خطب هؤلاء الأشخاص؟». ما الذي يجب أن يحدث إذا كان التهرب الضريبي المزعوم، والاتهام بالاغتصاب، ووفاة 234 ألف أميركي بسبب «كورونا»، لم يُنبه الناخبين؟ هذا يمثل أخباراً سيئة. ما الذي يمكن أن يقال إنه خطأ مع سكان فلوريدا، إذ إن 5.6 ملايين منهم - أكثر من نصف أولئك الذين صوتوا في تلك الولاية - صوتوا لمصلحة ترامب؟ ماذا يحدث في ريف ولاية بنسلفانيا؟ بعد انتخابات عام 2016 كان هناك اندفاع لفهم مؤيدي ترامب، بهدف فهم كيفية حدوث ذلك بالضبط، وهذه المرة لا يوجد سوى خيبة الأمل. في هذه الأثناء تعمل آلة ترامب بشكل جيد، وكما هي الحال مع كل شيء يفعله الرجل، حتى في أسوأ حالاته يبدو كوميدياً غامضاً، وعندما أعلن يوم الأربعاء فوزه بشكل عشوائي في الولايات التي خسر فيها بالفعل، كانت لهجة جنونية لشخص ينكر الحقيقة الواضحة، وعلى القنوات الفضائية قال إن الديمقراطيين سيخسرون لأن السود لم يصوتوا، وكانت هناك جهود مماثلة من قبل الجمهوريين لوضع الديمقراطيين البيض ضد الناخبين من أصل لاتيني، الذين زادوا دعمهم للرئيس بشكل طفيف، وفق البيانات. لم يكن لأي من هذه الجهود أي معنى سوى حاجة الجمهوريين المتعثرين إلى زرع الانقسام، وقد تكون هناك زيادات طفيفة في عدد الناخبين من ذوي البشرة السمراء واللاتينية لمصلحة ترامب، لكن هذه الأرقام لاتزال ضئيلة مقارنة بالدعم في «المجتمع الأبيض»، وفي فلوريدا في عام 2016 فاز ترامب باثنين من أصل 10 أصوات للأقليات العرقية، وهو رقم ارتفع هذا الأسبوع إلى ثلاثة أصوات من أصل 10. لكن بيانات التصويت الحالي تشير إلى أنه كما في عام 2016، استقر فوز ترامب في التصويت الأبيض عند ستة أصوات من أصل 10. هذا على الرغم من المطالبات بالتوقف عن الممارسات العنصرية التي اجتاحت الولاية. ويوم الأربعاء أظهرت النتائج على مستوى البلاد أنه بينما صوتت 55٪ من النساء البيض لمصلحة ترامب (بزيادة ثلاث نقاط مئوية عن عام 2016) صوت نحو 58٪ من الرجال البيض لإعادة انتخاب الرئيس. وفي انتظار الحكم النهائي، نشعر بالقلق ومشاعر مختلطة. وإذا فاز بايدن، كما يبدو مرجحاً بشكل متزايد، فسوف نحتفل بالطبع، وسيكون هناك ارتياح جماعي كبير، وستبدأ الدولة في التصحيح والتعافي، لكن لايزال هناك إحساس راسخ بأن شيئاً ما قد تغير، وأن حجة ما لم تقنع الناس، وأن ما حدث خلال السنوات الأربع الماضية لن يختفي في أي وقت قريب. إيما بروكس كاتبة عمود في «الغارديان» تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :