طفرات غير مسبوقة وبشكل متتالى, وبوتيرة متسارعة للحاق بركب الدول المتقدمة, تواصل دبلوماسية دولة كازخستان إنفتاحا واسعا على العالم الخارجى, من خلال دور متنامى ومؤثر بالمنطقة المحيطة بها, والبحث عن حلول عملية لكافة القضايا والصراعات التى تعانى منها الدول المجاورة لها بآسيا الوسطى, التى تعانى منها, وقد أثمرت التحركات الكازاخية على كافة المستويات, عن إقامة شراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية مع العديد من الدول, سواء دول المنطقة أو فى مختلف قارات العالم, الأمر الذى عزز مكانة دولة كازاخستان المرموقة, التي تتبوأها حالياً فى المجتمع الدولى. هذا ما أكده الكاتب والأديب المصرى عبد النبى النديم حول حديثه عن كازاخستان صاحبة التاريخ والثقافة ...وقال النديم ان السياسة الخارجية الكازاخية تميزت خلال السنوات الأخيرة برؤية ثاقبة وتحرك نشط على الساحتين الإقليمية والدولية, الامر الذى أهلها لبناء شبكة واسعة من المصالح المتبادلة مع دول العالم المختلفة, لخدمة قضايا التنمية وتبادل الخبرات والتجارب ونقل التكنولوجيا, وغيرها من الآليات التي تصب في خدمة التنمية والاقتصاد الوطنى الكازاخى, من خلال جذب الاستثمارات ودعم الاستثمارات الوطنية فى الخارج, الأمر الذى إنعكس على السياسة الداخلية للبلاد والتى تهدف إلى تحسين رفاهية المواطنين وتوفير التنمية الإقتصادية لكازاخستان، كما أن تحقيق الإنجازات الدبلوماسية التى حققتها وأحرزتها كازاخستان على الصعيدين الإقليمى والدولى, أعطى لها دور الريادة والصوت المسموع فى مختلف القضايا, وأصبحت كازاخستان على مرأى ومسمع من الجميع, قبلة التنمية والاستثمار فى منطقة "الأروسيا", وكان أهم نتائج هذا التحرك الكازاخى إقامة منتدى عالمى العام الماضى والذى أسفر عن تأسيس مشروع "أوراسيا الكبرى" الذى لم يسبق له مثيل , لتنسيق جهود هذه الكيانات والمبادرات بالمنطقة، وأهمها على الإطلاق تحرير العلاقات التجارية بين المشاركين فيها، والتنمية المشتركة لممرات النقل، وتنويع طرق الطاقة، وتوسيع التعاون الاستثمارى، وغيرها من قضايا التفاعل الاقتصادى. ومن على هذه الأرض الصلبة التى أسستها دولة كازاخستان ألقى قاسم جومارت توقاييف، رئيس كازاخستان كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر تقنية "الفيديو كوانفرنس" مؤكداً أن بلاده شاركت على مدار العقود الثلاث الماضية، فى جهود كل الهيئات التابعة للأمم المتحدة، نحو تحقيق مجموعة من الأولويات، بما فى ذلك حل النزاعات ونزع السلاح النووى ومكافحة الإرهاب والحوار بين الأديان والأعراق وتعزيز مصالح الدول النامية غير الساحلية, وقال توقاييف أيضا فى كلمته إن جائحة كورونا أثبتت صعوبة التغلب عليها في ضوء سباق آخر للتسلح، وأن الأهداف التنموية الإستراتيجية تعانى من إنتكاسات، ولا بد من التكاتف لحشد الجهود المشتركة، من أجل بناء مجتمع قائم على القواعد وليس الفوضى، وهذا لن يكون سهلا، لافتا إلى أن العقد القادم سيكون حاسما في تنفيذ أجندة 2030 في ضوء الأزمات التي يمر بها العالم, وشدد على تأييد كازاخستان للالتزام بمهمة وميثاق الأمم المتحدة، والطموح المشترك لبناء عالم أكثر سلاما وعدلا وازدهارا. بهذه الكلمات القوية وجه توقاييف حديثه للعالم, خلال أعمال الدورة الـ 75 للجمعية العامة، فى ظل الأزمة الصحية العالمية الراهنة وإنتشار وباء كورونا, الذى عطل عجلة الاقتصاد العالمى, واظهر هشاشة النظام العالمى فى مواجهة مثل هذه الكوراث, ولا ننسى ان الوباء ليس القضية الوحيدة التي يواجهها العالم، حيث لم تزل قضايا العنصرية والتعصب وغياب المساواة وتغير المناخ والفقر والجوع والصراع المسلح وغيرها تمثل أمراضا وتحديات عالمية, وتتطلب هذه التحديات اتخاذ إجراءات عالمية، ولذا تعد الدورة الخامسة والسبعون للجمعية العامة فرصة حاسمة للجميع للالتقاء ورسم مسار للمستقبل, فالعالم قل كورونا ليس هو العالم بالتاكيد بعد جائحة كورونا, وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة، إن وباء كورونا أظهر هشاشة النظام العالمى، وأن الحرب العالمية الثالثة تم تفاديها وهذا إنجاز كبير وهو أمر ينبغى ان نسعى لصونه. وحرص الرئيس توقاييف على المشاركة فى فعاليات الإحتفال بالإحياء الرسمى للذكرى السنوية الخامسة والسبعين للأمم المتحدة, المنظمة الدولية التى "ولدت من رحم معاناة هائلة، تحت عنوان "٧٥ عاماً.. المستقبل الذى نريده.. الأمم المتحدة التى نحتاجها", للدور الهام الذى تضطلع به دولة كازاخستان على المستوى الاقليمى والمستوى الدولى, فى مرحلة فارقة يمر بها العالم, من إجتياح جائحة كورونا للعالم, والتى ضربت الإقتصاد العالمى فى مقتل, وتوقف شبه كامل للحياة فى مختلف أنحاء الارض, وما تواجهه من تحديات في يعانى منها العالم الان، ويحتاج الى طرح تصوراً لصيغة العمل الدولى متعدد الأطراف في المستقبل لتحقيق ما تصبو إليه الشعوب من سلم وأمن ورخاء. ومشاركة الرئيس الكازاخى توقاييف فى الأحتفال حرصا منه على الدور الحيوى الذى تلعبة دولة كازاخستان من خلال منظمة الأمم المتحدة هذه المنظمة الفريدة التى لا يضاهيها أى كيان آخر فى شرعيتها وقدرتها على الجمع بين كل الأطراف ومنح الأمل للناس فى مستقبل أفضل, فإن قوة الأمم المتحدة تقاس بقوة أعضائها. أما عن الدور الكازاخى فى منطقة دول آسيا الوسطى - التي نالت استقلالها عن الاتحاد السوفييتى منذ عام 1991- فهو دور محورى, فكازاخستان تظهر فى العالم الصغير في آسيا الوسطى, كرمانة ميزان للمنطقة, وتتحكم فى دعائم الأمن وارساء الاستقرار فى دول اسيا الوسطى بصفة خاصة, ومنطقة الأرواسيا بصفة عامة, وإن أهمية الدور الكازاخى تنطلق من الأهمية الجيوسياسية والإستراتيجية لكازاخستان، وهى المظلة الأمنية لدول المنطقة، حيث إن كازاخستان ليست فقط بين أوروبا والصين، بل هي تقاطع طبيعى بين الشرق والغرب، ومن الشمال إلى الجنوب, ومع حجم ممرات المرور الرئيسية، فهى دولة رئيسية فى هذا الربط بين القارات, ومن ثم فإنها قلب أوراسيا النابض بالحياة.. ونقطة إنطلاق الى افاق ارحب للاستثمار والنهوض بكافة المجالات فى دول اسيا الوسطى. وفى ملخص بسيط للغاية يمكننا القول بأن الإنسجام فى السياسة الكازاخستانية والسلام فى السياسة الخارجية مع كافة دول العالم, لا يدع مجالا للشك فى أن كازاخستان القوية لها صوت مسموع ونطاق عالمى من السلام والاستقرار, ومتعددة الأبعاد القائمة على التوازن ذات أهمية كبيرة من حيث التوازنات الإقليمية والدولية الحساسة، فأهداف السياسة الخارجية البناءة التي تتبعها دولة كازاخستان تقوم على تأسيس الأمن القومي والدفاع الوطنى والاستقلال والسلامة الإقليمية, وكذلك تعزيز السلام العالمى والأمن الإقليمى, وإقامة نظام عالمى عادل وديمقراطى من خلال العمل مع الأمم المتحدة, وضمان أن تصبح البلاد واحدة من أكثر 30 دولة تطوراً في العالم , وحماية القيم الوطنية والثقافة الوطنية بدولة كازاخستان ..
مشاركة :