قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن سيدنا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أنفق أموالًا طائلة في الدعوة إلى الدين الحنيف وأعتق عبيدًا في مكة لوجه الله تعالى.وأضاف «جمعة» خلال لقائه في فقرة «مولانا» المذاعة ببرنامج «من مصر»، أن أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كان يشتري العبيد والأرقاء الذين أسلموا ليخلصهم ويحررهم من التعذيب، فمنهم بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه، وعامر بن فهيرة رضي الله عنه، وأم عميس رضي الله عنها، وزنيرة رضي الله عنها، كما أعتق النهدية وبنتها رضي الله عنهما، وابتاع جارية بني مؤمل وكانت مسلمة فأعتقها.اسم سيدنا أبو بكرهو عبد الله بن أبي قُحافة عثمان بن كعب التيميّ القرشيّ، وأمّه هي سلمى بنت صخر بن عامر التيميّ، كان أبو بكر سيدًا من سادات قريش وأشرافها، وقد تميّز فيما بينهم بالحكمة ورجاحة العقل، وترك شرب الخمر وعبادة الأصنام، وقد وُرد أنّه كان حنيفًا على دين إبراهيم عليه السلام، تزوّج أبو بكر -رضي الله عنه- زوجتين، هما: قتيلة بنت عبد العزّى، وأمّ رومان بنت عامر بن عُويمر، أمّا أولاده فهم عبد الله، وعبد الرحمن، وعائشة، ومحمد، وأم كلثوم، وأسماء رضي الله عنهم.نال أبو بكر -رضي الله عنه- شرف الأسبقية إلى الإسلام، فكان أول من آمن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الرجال، وكان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يحبّه حبًا شديدًا، وكثيرًا ما امتدحه وأثنى عليه، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إن مِن أَمَنِّ الناسِ عَلَيَّ في صحبتِه ومالِه أبا بكرٍ، ولو كنتُ مُتَّخِذًا خليلًا من أمتي لاتخَذْتُ أبا بكرٍ، إلا خُلَّةَ الإسلامِ، لا يَبْقَيَنَّ في المسجدِ خَوْخَةٌ إلا خَوْخَةَ أبي بكرٍ».ولقد كان أبو بكر -رضي الله عنه- أول خليفةً للمسلمين بعد وفاة النبي عليه السلام، فبُويع بها سنة 11 للهجرة، واستمرّت خلافته سنتين وأربعة أشهرٍ تقريبًا، توفي أبو بكر -رضي الله عنه- سنة 13 للهجرة، ودفن بجوار النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في بيته.إنفاق أبي بكر في سبيل اللهنادى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يومًا في المسلمين، وأمرهم أن يتصدّقوا في سبيل الله، فبادر إلى ذهن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه يريد أن يسبق أبا بكرٍ في الصدقة يومها، فأحضر نصف ماله، ووضعه بين يدي رسول الله عليه السلام، وانتظر قدوم أبي بكر، فإذا هو آتٍ، ووضع ماله بين يدي رسول الله عليه السلام، فسأله رسول الله عليه السلام: «يا أبا بكرٍ: ما أبقيتَ لأهلِكَ ؟ فقال: أبقيتُ لهمُ اللهَ ورسولَهُ»، فكان أبو بكر -رضي الله عنه- قد أحضر كلّ ماله حينها، وأخرجه في سبيل الله.أعتق أبو بكرٍ -رضي الله عنه- عشرين من الصحابة من العبودية، وأنفق في ذلك أربعين ألف دينارًا، ولقد قال له النبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا أنّ بلالًا يُعذّب وهو عبد، ففهم أبو بكر أنّ النبي -عليه السلام- يريد أن يعتقه، فذهب إلى منزله فحمل رطلًا من ذهب، وذهب فاشترى بلالًا وأعتقه لوجه الله.أنفق أبو بكر كلّ ما معه من مالٍ في سبيل الله يوم الهجرة، مع النبي صلّى الله عليه وسلّم.عندما توفي أبي يكرٍ لم يُبق درهمًا ولا دينارًا، فقد كان طوال الوقت منفقًا في سبيل الله، لا يدخّر لنفسه شيئًا.
مشاركة :