اختتم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» فعاليات مسابقة البرنامج الوطني للقراءة «أقرأ» في نسخته السادسة بحفل ختامي، على مسرح المركز، شهد تتويج أربعة فائزين بلقب «قارئ العام»، وثلاثة فائزين بمسار سفراء القراءة، وفائز واحد بمسار صناع المحتوى.وجاء اختيار المؤهلين العشرة للمرحلة النهائية في المسابقة بناء على نتائج لجنة التحكيم التي عقدت في وقت سابق للحفل وفقا لمعايير وآليات ترشيح متعددة ونوعية، كما قدم المشاركون نصوصهم أمام الجمهور في عرض مدته خمس دقائق لكل مشارك، فيما أعلنت أسماء سبعة فائزين من قبل لجنة التحكيم، بالإضافة إلى فائز واحد عن طريق تصويت الجمهور. اتساع المساراتوقال أمين مكتبة «إثراء» والمشرف على برنامج «أقرأ» طارق الخواجي: «أقرأ» في عامه السادس اليوم، وأردنا أن نرفع السقف عاليا، أو ربما نثقب فيه ثقبا ننظر من خلاله إلى النجوم، هكذا اتسعت المسارات وتعددت شعاراتها، «أقرأ» اتسع ليصبح 3 مسارات: مسار قارئ العام، ومسار لسفراء القراءة، هؤلاء الجنود المجهولون، المعلمون والمعلمات الذين أخذوا على عاتقهم أن يأخذوا بأيدي القراء لدينا في «أقرأ»، وهناك أيضا مسار «صانعو المحتوى» هؤلاء الذين اقتطعوا جزءا من وقتهم ليكتبوا نصوصا عن كتب يعتقدون أنها يمكن أن تلهم الآخرين بالقراءة، كما أضيف لهذه المسارات أيضا أننا أردنا أن نأخذ «أقرأ» أبعد من جدران «إثراء»، هكذا كانت ديوانية «أقرأ» الافتراضية، ومجالس «إثراء» الثقافية، وحتى نادي القراء بإثراء، كما سيطلق بودكاست «أقرأ» وهو سلسلة طويلة من المحاضرات واللقاءات التي عقدناها.تجربة ثريةوأضاف: «أقرأ» لن يتوقف بالظهران، وإن كنا فتحنا الستار قليلا في الظهران، ولكننا امتددنا على طول هذا الوطن، أخذنا مساعدتنا وعدتنا إلى كل مكان في أطراف هذا الوطن الجميل، وسافرنا إلى أبها البهية، وانتقلنا إلى مدينة رسول الله طيبة الطيبة، لذلك لن يكون عجيبا أن يكون ثلاثة ممن وصلوا إلى «أقرأ» اليوم هم من المدينة المنورة، فقد أردنا أن تكون «أقرأ» تجربة صانعة للتحول، كان يراد بها أن تكون مغايرة للقراء، لكننا اكتشفنا وبكثير من السعادة والفخر أنها تجربة صانعة للتحول لهم ولنا، «أقرأ» تجربة تعاش لتروى.برامج افتراضيةوعن مواجهة البرنامج لجائحة كورونا، قال الخواجي: في منتصف رحلة مسابقة «أقرأ» جاءت جائحة كورونا، ولكن تمكنا من جعل المقابلات افتراضية منذ البداية، ولاحقا في الملتقى حرصنا على تطبيق الإجراءات الاحترازية، وكانت تجربة ناجحة بكل امتياز واقتدار، ومن إيجابياتها كانت طي المسافة، فمن خلال البرامج الافتراضية كانت هناك إمكانية للوصول إلى أماكن بعيدة، حيث شاركنا 34 متحدثا ومتحدثة من أماكن عدة من العالم، كما أضاف الكثير للبرنامج كوننا استطعنا الوصول لأعداد كبيرة جدا، ربما لم يكن يتيح بعد المكان لنا التعامل مع هؤلاء المتحدثين.بودكاست أقرأوعن بودكاست «أقرأ»، أوضح أنه مجموعة من الحلقات والمحاضرات الإبداعية التي حدثت داخل ملتقيات البرنامج، وانطلق من يوم أمس، الأحد، وستستمر هذه الحلقات تباعا لكل منتج من المنتجات الثقافية التي تخرج من «أقرأ».منافسة صعبةوذكر الفائز بجائزة «قارئ العام» للمرحلة الجامعية المتسابق خالد الفيفي أن «أقرأ» مسابقة وطنية لها معايير عالية جدا في الاختيار، ويتضح ذلك من خلال المراحل المتعددة، سواء التصفيات الأولية والمقابلات الشخصية أو الملتقى القرائي وهو لب المسابقة، ثم أخيرا الحفل الختامي وتقديم النصوص، وقال: بفضل الله استطعنا أن نشارك، صحيح أن المنافسة كانت صعبة جدا، لكن الروح الأخوية بين جميع المشاركين كانت حاضرة.وعن أهمية المسابقات القرائية أضاف: تكمن أهمية هذه المسابقات في أنها تجمع الشتات المعرفي في مسابقة واحدة، من خلال لقاءات ومحاضرات مع مختصين، وأمسيات خاصة مركزة عن القراءة وأهميتها وطرق النقاش، كما أن فئة الشباب حريصة جدا على المشاركة في مثل هذه المسابقات، ويتضح ذلك من خلال أعداد المشاركين في المرحلة الأولية التي بلغت أكثر من 13 ألف مشارك، ما يؤكد أهمية هذه المسابقات، ولكن نحتاج إلى مسابقات محلية أخرى بحيث يرتفع المستوى، وتكون هناك منافسة بين «أقرأ» وغيرها من المسابقات.القراءة والكتابةوعبرت الفائزة بجائزة «قارئ العام» لتصويت الجمهور المتسابقة ليان الغامدي عن سعادتها قائلة: سعيدة جدا بفوزي بجائزة تصويت الجمهور، لأن هذا يدل على أن صوتي وصل لهم بشكل ملائم، وعلى أن كلماتي لامستهم وحركت بداخلهم شيئا ما، وسعيدة لأن جهودنا لم تذهب هباء منثورا، والشكر لله ثم لوالدي ووالدتي وأصدقائي وروادنا وجميع المنظمين وعلى رأسهم الأستاذ طارق الخواجي، ومدرستي.وتابعت: سأحاول، بإذن الله، أن أستغل أي فرصة تطرق باب عقلي وروحي، وأي فرصة ستحمي اللغة العربية والكتب من الاندثار. وأضافت، موجهة كلمتها للشباب: اقرأوا كثيرا، واكتبوا كثيرا، فإن القراءة بحر لا يجيد الغوص فيه إلا السباحون الماهرون، والكتابة سحر لا يراه إلا الكتاب الحقيقيون فقط، والقراءة بمثابة الطائرة الخاصة التي تنقلك إلى شتى عوالم الدنيا، متى ما شئت وفي أي وقت كان.أهم المبادراتالجدير بالذكر أن مسابقة «أقرأ»، تمثل في عامها السادس، إحدى أهم مبادرات «إثراء» الثقافية التي تحتفي بالقراء ومحبي المعرفة، ويهدف البرنامج إلى تحفيزهم، وتسليط الضوء على ثقافة القراءة بين أوساط المجتمع، من خلال تقديم برامج ثقافية نوعية تسهم في زيادة الوعي، وغرس مفاهيم الاطلاع والإنتاج الثقافي المكتوب باللغة العربية.
مشاركة :