من علماء الدلم: الشيخ محمد ابن الشيخ عبدالعزيز الصرامي

  • 11/9/2020
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد: هذه نبذة، كتبها العم/ عبدالعزيز بن محمد الصرامي عن الجد محمد -رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته-، رأيت نشرها إبرازًا لمكانته، وتوفية لحقه، وحذفت ما يحتاج إلى حذف، وزدت ما يحتاج إلى زيادة، وذيلت الترجمة بذكر المخطوطات التي عثرت عليها. وُلد في مدينة الدلم عام 1297هـ، وتعلم في كُتابها مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب وله من العمر ثلاثة عشر عامًا، ثم شرع في طلب العلم على الشيخ عبدالله بن حسن المخضوب، قاضي الخرج والدلم وملحقاته، وأعجب به جدًا لما رأى من ذكائه المتوقد، وحفظه النادر. وقال الشيخ عبدالله المخضوب: إن استمر هذا الشخص في طلب العلم فسيكون له شأن عظيم، وقرأ على والده الشيخ عبدالعزيز بن صالح الصرامي، قاضي الخرج والدلم وملحقاته، حتى أدرك وصار من علماء الخرج المعروفين، وكان على جانب عظيم من العبادة والورع، مع ما حباه الله من سلامة القلب والتواضع، وصلة الرحم؛ لذا رزق المحبة بين أهالي بلده الدلم، وكان يكتب الوثائق والوصايا، وعاقدًا للأنكحة، وكان ينوب عن والده في صلاة الجمع والأعياد والاستسقاء، وقد قام بإمامة مسجد والده بعد وفاته، وكان يختم القرآن الكريم في شهر رمضان في صلاة التراويح والقيام مرتين، وكان يقرأ القرآن جالسًا وماشيًا ومضطجعًا، وكان حافظاً للقرآن حفظًا باهرًا، وكان محافظًا على الأوراد، وكان ضليعًا في النحو. فلقد قرأ في بداية طلبه العلم «ملحة الإعراب»، واشتُهر بالرد على من يلحن عنده، وكان يطلب ممن يجالسه إعراب بعض الجمل، وله معرفة بالتاريخ والأدب وأنساب العرب، وكان بعيدًا عن المناصب والمظاهر، وله خط جميل، وقد كتب الطرق الحكمية للإمام ابن القيم -رحمه الله-، وكتب عمدة الأحكام للإمام عبدالغني المقدسي -رحمه الله-، وله مخطوطات كثيرة، وقد أخذ عنه العلم معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين، والشيخ محمد بن أحمد بن مهيني، ورشيد بن عبدالله بن خنين، وعمر بن محمد اليمني، وراشد بن عيسى بن عبدالوهاب وغيرهم من الطلبة الذين لم تحضرني أسماؤهم. وولداه صالح وعبدالعزيز. أما صالح فقد عمل بالتعليم والحرس الوطني، وأما عبدالعزيز فقد عمل بالتعليم وبوزارة العدل - رحمهم الله وأعلى درجاتهم في الآخرة -. وقد توفي - رحمه الله - في اليوم الرابع عشر من شهر رمضان عام 1387هـ، وله من العمر تسعون عامًا، وصلى عليه بجامع الدلم جمع غفير، ودُفن في مقبرة الدلم. وقد قال فيه الشيخ صالح بن سليمان بن سحمان أبياتًا في كتابه المسمى «النفائس الشعرية والغرائب الشهية في وفيات أئمة الإسلام وعلمائهم». فرحم الله الجميع رحمة واسعة، وأعلى درجاتهم في الآخرة، وعفا عنهم وعن المسلمين أجمعين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. مخطوطاته: 1- قلادة الدر المنثور في ذكر البعث والنشور لصديق حسن خان القنوجي. 2- الطرق الحكمية للإمام ابن القيم - رحمه الله -. 3- وصية الإمام ابن قدامة المقدسي - رحمه الله -. 4- دعاء ختم القرآن لعبدالقادر الجيلاني - رحمه الله -. 5- عمدة الأحكام لابن قدامة - رحمه الله -.

مشاركة :