باعتبارها حائزة على جوائز في مجال الصناعة، كان من المفترض أن تصعد سنيهابو بادافاتان إلى أعلى سلم عالم الشركات في الهند، لكن هناك عقبة واحدة تتمثل في انتمائها إلى طبقة “داليت”، أي “المنبوذين”. ووفقا لـ”الفرنسية”، أجبرت مديرة الاتصالات، التي تعيش في تشيناي في عمر الـ35، على تغيير أماكن عملها بشكل متكرر هربا من التمييز، بينما واجهت مشكلات صحية ناجمة عن الضغط النفسي. وينتمي الرئيس الهندي رام نات كوفيند إلى طبقة “داليت”، كما باباساهب أمبيدكار، مهندس الدستور، لكن باحثين وناشطين ومتخصصين في الموارد البشرية يكشفون أن الوصمة المرتبطة بالانتماء إلى طبقة “المنبوذين” لا تزال سائدة في قطاع الشركات. حتى إن الآفة العائدة إلى قرون، وصلت إلى “سيليكون فالي”، حيث تواجه شركة التكنولوجيا العملاقة “سيسكو” دعوى قضائية بتهمة التمييز الطبقي. وبدت بادافاتان (اسم مستعار)، التي تحمل درجة الماجستير في الاتصالات، مستعدة للصعود سريعا في مجال عملها عندما انضمت إلى إحدى أعرق المجموعات الهندية عام 2008. لكن فور إدراك زملائها من الطبقات الأعلى أنها تنتمي إلى مجموعة لطالما عدت “منبوذة”، بدأ الاستهزاء بها، وببلوغها سن الـ29 كانت تعاني ارتفاع ضغط الدم جراء الضغط النفسي. وقالت “تعيش الهند وتتنفس الطبقية، سواء أدركت ذلك أم لا، تطاردك طبقتك منذ لحظة ولادتك”. ووصفها أحد زملائها الأعلى منصبا بـ”الفلاحة”، بعدما أوقعت شوكة، بينما عاملها آخرون من طبقة “براهمة” العليا النباتيون عادة بدونية لتناولها لحم البقر. ولطالما كان الاعتقاد بنقاء الطبقات الأعلى، وهو أمر يطبق من خلال الطقوس الدينية والعادات الغذائية وممارسات الفصل، مركزيا بالنسبة إلى البعض. ومنع أفراد “داليت” من دخول المعابد والمدارس وأجبروا على أداء الوظائف “غير النظيفة” مثل أعمال التنظيف، ولا يزال المنتمون إلى الطبقات العليا يسيطرون بقوة على الاقتصاد. وفي 2009، أجرى أكاديميون هنود وأمريكيون اختبار توظيف، وتوصلوا إلى أن فرص المرشحين الذين يحملون أسماء عائلات من الطبقات العليا في تلقي دعوة للخضوع لمقابلة عمل أعلى بمرتين عن أقرانهم من “داليت”. لكن خبراء على غرار بابوجي يشيرون إلى أن التعددية ضرورية “إذا كانت الأعمال التجارية ترغب في فهم احتياجات السوق والنمو”. وقد تكون الدعوى القضائية ضد “سيسكو” بمنزلة تنبيه لـ”سيليكون فالي”، حيث يواصل أكثر من 250 من المنتمين إلى “داليت” مع مجموعة “إيكواليتي لابز” الحقوقية للإبلاغ عن وجود تمييز في شركات بينها جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت.
مشاركة :