من دون انتظار تولي جو بايدن السلطة، أعلنت المفوضية الأوروبية الاثنين أن الاتحاد الأوروبي سيفرض رسوما جمركية عقابية على الولايات المتحدة، في الخلاف بين شركتي "ايرباص" و"بوينغ" لصناعة الطائرات، في محاولة للتوصل إلى مخرج تفاوضي لهذا النزاع المستمر منذ أكثر من 15 عاما. وقال المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية فالديس دومبروفسكيس خلال مؤتمر صحافي صباح الاثنين "لدينا قرار من منظمة التجارة العالمية في قضية بوينغ يسمح لنا بفرض رسوم وهذا ما سنفعله"، مشيراً إلى أن بروكسل لا تزال "منفتحةً على حل تفاوضي". سيكشف عن تفاصيل المنتجات الأميركية المستهدفة وقيمة العقوبات مطلع بعد الظهر على ما أوضحت مصادر أوروبية لوكالة فرانس برس. وسمحت منظمة التجارة الدولية في منتصف تشرين الأول/أكتوبر للاتحاد الأوروبي فرض رسوم على منتجات اميركية بقيمة أقصاها أربعة مليارات دولار. وتأتي هذه الرسوم ردا على السماح العام الماضي للولايات المتحدة بفرض رسوم على سلع وخدمات أوروبية تبلغ قيمتها حوالى 7,7 مليارات دولار تستورد سنويا وهي أكبر عقوبة تسمح بها منظمة التجارية العالمية. وتتواجه الشركة الأوروبية المصنعة للطائرات ومنافستها الأميركية، ومن خلالهما بروكسل وواشنطن، منذ تشرين الأول/أكتوبر 2004 أمام منظمة التجارة العالمية التي تبتّ بقضايا التجارة العالمة، بشأن مساعدات حكومية تُقدّم للمجموعتين وتُعتبر غير قانونية من الجانبين. ويعقد وزراء التجارة في دول الاتحاد الأوروبي الاثنين اجتماعاً في بروكسل لمناقشة خصوصاً العلاقة التجارية مع الولايات المتحدة فضلا عن الصين وتطور منظمة التجارة العالمية. وفي الكواليس أعربت دول أعضاء عن تحفظ بشأن توقيت العقوبات ولا سيما ألمانيا الدولة المصدرة الكبيرة التي تخشى من رسوم أميركية على سياراتها. وقال وزير الاقتصاد الألماني بيت التماير الاثنين لإذاعة "دويتشلاندفونك" إنه يرى في وصول رئيس جديد في الولايات المتحدة "فرصة لكي لا نفضي إلى تشديد جديد في الرسوم الجمركية". في عهد دونالد ترامب، انتهجت الولايات المتحدة سياسة المواجهة مع أوروبا غالبا ما كانت برلين الهدف الرئيسي فيها. - حزم وحوار - وقال التماير لدى وصوله إلى برلين "ثمة تطلعات كثيرة من انتصار جو بايدن في الانتخابات والأمل في عودة الولايات المتحدة إلى نهج متعدد الأطراف بما في ذلك في مجال التجارة". ودعا الجانب الفرنسي إلى موقف حازم وهو شرط ضروري للترويج للحوار مع واشنطن على قدم المساواة. وأوضح دومبروفسكيس "كما قال الاتحاد الأوروبي في مناسبات عدة، نحن مستعدّون لتعليق أو إلغاء رسومنا في أي لحظة، إذا علّقت الولايات المتحدة أو ألغت رسومها". ومضى يقول "لكن حتى الان لم تقبل الولايات المتحدة برفع هذه الرسوم" ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى المواجهة. وبحسب قائمة الأهداف التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس، من المتوقع أن تفرض بروكسل رسوما جمركية على سلسلة طويلة من الواردات الأميركية بما في ذلك الطائرات المصنّعة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الجرارات والبطاطس الحلوة والفول السوداني وعصير البرتقال المجمد والتبغ والكاتشاب وسلمون المحيط الهادئ. ويتوقع أن يتواصل الحوار رغم ذلك. ففي تشرين الأول/أكتوبر، قال ممثل التجارة الأميركية روبرت لايتهايز إنه يريد "تكثيف" المفاوضات مع المفوضية الأوروبية. ومن مصلحة قطاع صناعات الطيران المنكوب جراء جائحة كوفيد-19، تجنب دوامة العقوبات التي ستؤدي إلى خسائر من الجانبين. وقد تشكل عودة طائرة بوينغ "737 ماكس" إلى الطيران قريبا دافعا إضافيا للتفاوض من جانب الولايات المتحدة لكي لا يرتفع سعر الطائرة. وهذه الطائرات ممنوعة عن الطيران منذ آذار/مارس 2019 بعد حادثين أسفرا عن سقوط 346 قتيلا. وقد طلبت شركات أوروبية مئات الطائرات من هذا الطراز.
مشاركة :