الاتحاد الأوروبي يفرض رسوما جمركية عقابية على أمريكا اليوم

  • 11/10/2020
  • 00:50
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الاتحاد الأوروبي اعتزامه فرض رسوم جمركية على واردات من البضائع الأمريكية بأربعة مليارات دولار بدءا من اليوم، في حين يأمل بأن الرئيس المنتخب جو بايدن سيرعى تحسنا حادا في العلاقات بين الجانبين. وبحسب "رويترز"، سيمارس التكتل الحق في اتخاذ الإجراءات المضادة، الذي منحته إياه منظمة التجارة العالمية الشهر الماضي في قضية ضد شركة بوينج الأمريكية لصناعة الطائرات، وذلك في إطار معركة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن دعم قطاع الطيران المدني. وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للتجارة فالديس دومبروفسكيس في مؤتمر صحافي بعد اجتماع عن بعد لوزراء التجارة لدول الاتحاد "أوضحنا في كل مرحلة أننا نريد تسوية هذه القضية التي طال أمدها". للأسف، على الرغم من بذل قصارى جهودنا وبسبب عدم إحراز تقدم على الجانب الأمريكي، يمكننا تأكيد أن الاتحاد الأوروبي سيمارس حقوقنا ويفرض إجراءات مضادة بعد سماح منظمة التجارة العالمية لنا بذلك فيما يتعلق ببوينج". وأضاف أن هذا يعني أن الرسوم الجمركية، التي من المقرر أن تستهدف صادرات أمريكية من الطائرات وأجزاءها ومجموعة من المنتجات الزراعية، ستدخل حيز التنفيذ اليوم. وجدد دومبروفسكيس، وهو نائب لرئيس المفوضية الأوروبية، عرض الاتحاد الأوروبي أن يعلق التكتل إجراءاته إذا فعلت الولايات المتحدة الشيء نفسه، لكنه قال إن واشنطن لم توافق على فعل ذلك حتى الآن. ودون انتظار تولي جو بايدن السلطة، جاء إعلان الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية عقابية على الولايات المتحدة، في الخلاف بين شركتي "ايرباص" و"بوينج" لصناعة الطائرات، في محاولة للتوصل إلى مخرج تفاوضي لهذا النزاع المستمر منذ أكثر من 15 عاما. وبحسب "الفرنسية"، قال المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية فالديس دومبروفسكيس "لدينا قرار من منظمة التجارة العالمية في قضية بوينج يسمح لنا بفرض رسوم وهذا ما سنفعله"، مشيرا إلى أن بروكسل لا تزال "منفتحة على حل تفاوضي". وسمحت منظمة التجارة الدولية في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) للاتحاد الأوروبي فرض رسوم على منتجات أمريكية بقيمة أقصاها أربعة مليارات دولار. وتأتي هذه الرسوم ردا على السماح العام الماضي للولايات المتحدة بفرض رسوم على سلع وخدمات أوروبية تبلغ قيمتها نحو 7.7 مليار دولار تستورد سنويا وهي أكبر عقوبة تسمح بها منظمة التجارية العالمية. وتتواجه الشركة الأوروبية المصنعة للطائرات ومنافستها الأمريكية، ومن خلالهما بروكسل وواشنطن، منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2004 أمام منظمة التجارة العالمية، التي تبت بقضايا التجارة العالمية، بشأن مساعدات حكومية تقدم للمجموعتين وتعد غير قانونية من الجانبين. وعقد وزراء التجارة في دول الاتحاد الأوروبي أمس اجتماعا في بروكسل لمناقشة، خصوصا العلاقة التجارية مع الولايات المتحدة، فضلا عن الصين وتطور منظمة التجارة العالمية. وفي الكواليس أعربت دول أعضاء عن تحفظ بشأن توقيت العقوبات، ولا سيما ألمانيا الدولة المصدرة الكبيرة، التي تخشى من رسوم أمريكية على سياراتها. وقال وزير الاقتصاد الألماني بيت ألتماير أمس لإذاعة "دويتشلاندفونك" إنه يرى في وصول رئيس جديد في الولايات المتحدة "فرصة لكي لا نفضي إلى تشديد جديد في الرسوم الجمركية". في عهد دونالد ترمب، انتهجت الولايات المتحدة سياسة المواجهة مع أوروبا غالبا ما كانت برلين الهدف الرئيس فيها. وقال التماير لدى وصوله إلى برلين "ثمة تطلعات كثيرة من انتصار جو بايدن في الانتخابات والأمل في عودة الولايات المتحدة إلى نهج متعدد الأطراف بما في ذلك في مجال التجارة". ودعا الجانب الفرنسي إلى موقف حازم وهو شرط ضروري للترويج للحوار مع واشنطن على قدم المساواة. وأوضح دومبروفسكيس "كما قال الاتحاد الأوروبي في مناسبات عدة، نحن مستعدون لتعليق أو إلغاء رسومنا في أي لحظة، إذا علقت الولايات المتحدة أو ألغت رسومها". ومضى يقول "لكن حتى الآن لم تقبل الولايات المتحدة برفع هذه الرسوم"، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى المواجهة. وبحسب قائمة الأهداف، من المتوقع أن تفرض بروكسل رسوما جمركية على سلسلة طويلة من الواردات الأمريكية بما في ذلك الطائرات المصنعة في الولايات المتحدة، إضافة إلى الجرارات والبطاطس الحلوة والفول السوداني وعصير البرتقال المجمد والتبغ والكاتشاب وسلمون المحيط الهادئ. ويتوقع أن يتواصل الحوار على الرغم من ذلك. ففي تشرين الأول (أكتوبر)، قال ممثل التجارة الأمريكية روبرت لايتهايز إنه يريد "تكثيف" المفاوضات مع المفوضية الأوروبية. ومن مصلحة قطاع صناعات الطيران المنكوب جراء جائحة كوفيد - 19، تجنب دوامة العقوبات، التي ستؤدي إلى خسائر من الجانبين. وقد تشكل عودة طائرة بوينج "737 ماكس" إلى الطيران قريبا دافعا إضافيا للتفاوض من جانب الولايات المتحدة لكي لا يرتفع سعر الطائرة. وهذه الطائرات ممنوعة عن الطيران منذ آذار (مارس) 2019 بعد حادثين أسفرا عن سقوط 346 قتيلا، وقد طلبت شركات أوروبية مئات الطائرات من هذا الطراز.

مشاركة :