بعد عِقد كامل اختفت فيه عن الأنظار طلت الفنانة آثار الحكيم لأول مرة على الجمهور، فبعدما فضلت ترك الساحة الفنية دون رجعة، عادت إلى المسرح هذه المرة كمتفرجة، حينما حضرت عرض «المتفائل»، والتقطت صورة عقب انتهائه رفقة الفنانين سامح حسين وسهر الصايغ. ورغم مرور السنوات وتغير ملامح الفنانة المعتزلة إلى حد ما، ظلت محتفظة بابتسامتها التي عهدها الجمهور عليها، ومن ثم، ثار فضول البعض لمعرفة سبب قرارها بالابتعاد عن الساحة، وما سبقه من تفكير وتمهيد. يعود أصل قرار «آثار» إلى عام 2004، فخلال تصويرها لمشاهد مسلسل «فريسكا»، دخلت في مشكلات ومشادات مع طاقم العمل، بسبب بعض الملابس التي اعتبرتها خارجة عن الآداب العامة، ومن ثم، اصطدمت بشكل واضح مع الراقصة دينا، والتي توترت علاقتها معها إلى حد كبير. وعما حدث داخل موقع التصوير، سبق وأن روت «دينا»، في برنامج «شيخ الحارة»، أنها فوجئت خلال العمل باشتباك «آثار» مع ممثلة خريجة معهد التمثيل وأم لمراهق في الثانوية العامة، وهذا بسبب ارتدائها لملابس مكشوفة: «كانت لابسة كومبليزون، هو متخيط على إنه كومبليزون، غامق وفيه دانتيل عند الكم، والمشهد غنها بتقفشها مع جوزها قبل كتب الكتاب.. اللبس كان حمش على المشهد». الحدة التي تحدثت بها «آثار» مع هذه الممثلة أثار غضب «دينا»، والتي تدخلت لمساندة الأخيرة، وتساءلت: «إنتي معترضة ليه ده شغل مخرج»، حتى فوجئت برد الفنانة الكبيرة: «قالت لي من رأى منكم منكرًا». عقب هذه الإجابة، طالبت «دينا» بعدم الخلط بين الأمور حتى لا يتعرض العمل الفني لأي تخريب، قبل أن توجه عبارة حادة إلى «آثار»: «لو مش عاوزة تشتغلي ما تشتغليش». الخلاف بين الفنانتين لم يتوقف عند هذا الحد، فامتدت آثاره إلى بقية أيام العمل، إذ رفضت «آثار» تصوير مشهد مع «دينا»، بسبب ارتداء الأخيرة لملابس مكشوفة، ولم تكتف بهذا القدر: «رجعت أوضتي لقيتها بتتكلم عليا مش كويس». أكدت «دينا» أن «آثار» لم تعتذر لها بعد نهاية العمل، لكن الأخيرة كانت في حيرة بسبب برودة أعصابها: «قالت لي في الآخر إني باردة». وإلى الطرف الآخر، فأكدت الفنانة آثار الحكيم، في تصريحات سابقة منسوبة إليها، أن الراقصة دينا هي أحد أبرز الأسباب وراء اعتزالها الفن، والذي تحول إلى عبء ثقيل لم تستطع حمله. ولامت «آثار» نقابة المهن التمثيلية على عدم مساندتها لموقفها، الرافض لارتداء الممثلات ملابس مكشوفة، ما عرضها لهجوم شديد وقتها، بعد موقفها برفض تصوير مشهد يخلو من الأزياء المحتشمة، حتى اتخذت قرارها بالاعتزال. وبعد فترة غيرت «آثار» رأيها، فنفت أن يكون خلافها مع «دينا» سببًا في اعتزالها الفن، معتبرةً أن قرارها جاء نتيجة تراكمات عانت منها لفترة خلال عملها في المهنة، وجاء بعد دراسة لـ 10 سنوات كاملة. وأوضحت «آثار»، خلال حوارها مع الإعلامي نيشان، أن وضع الفن المصري في السنوات الأخيرة لم يلق إعجابها: «المسلسل اللي كان بيتصور في 10 أشهر أصبح الآن بيتصور في أربعة أشهر فقط، كما نجد أن مسلسل يمكن أن يتشارك في إخراجه اثنين من المخرجين». تأثر الفنانة المعتزلة بما طرأ على الساحة الفنية دفعها إلى مقاطعة مشاهدة التليفزيون من عام 2007، في نفس الوقت، عاهدت الله على قراءة القرآن يوميًا لا في شهر رمضان فقط، حتى اكتشفت «الغفلة التي كانت عليها» حسب تعبيرها. في آخر محادثة لها عبر وسائل الإعلام، حرصت «آثار» على تأكيد عزمها بالابتعاد عن الساحة الفنية، إذ قالت كلمات قطعت بها الشك باليقين: «اعتزلت الفن والإعلام والتمثيل والتحكيم والتكريم.. اللهم ثبتني.. شادية رحمها الله كانت قدوتي».