تمتد شجرة الخير في الإمارات إلى كل البلدان حول العالم، فهذا الوطن الذي يعلي من قيمة العطاء ويحلق في سماء الإنسانية هو عنوان تآخٍ وجسر سلام لكل الناس، وهو ما يفسر سر الخير الكامن في وجدان كل إماراتي في كل زمان ومكان، فقد دأبت الإمارات على عدم التفريق بين صنوف البشر، ولم تلتفت إلى عقيدة أو جنس أو لون، وامتدت يد العون للجميع في مشارق الأرض ومغاربها للذين شردتهم الحروب، ومن أرقتهم الكوارث إيماناً بقيمة الإنسان، حتى أضحت الإمارات «رقم واحد» في العطاء الإنساني، وسيظل هذا النهج الذي ترعاه قيادتنا الرشيدة حاضراً في أجندة أولويات «الخمسين المقبلة». وقال الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر: تعمل هيئتنا الوطنية على ساحتها المحلية، وفقاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس «الهيئة»، بتعزيز وتكثيف البرامج الإنسانية محلياً، بناء على احتياجات الشرائح المستهدفة داخل الدولة، وتوسيع مظلة المستفيدين منها في جميع مناطق الدولة، وتعمل «الهيئة» على مد جسور التواصل بين المحسنين والمتبرعين داخل الدولة، والمحتاجين في أي مكان حول العالم لتخفيف معاناتهم الإنسانية. وأضاف: لم تغفل «الهيئة» دورها في تعزيز جانب المسؤولية المجتمعية، وكثفت برامجها للتوعية والتثقيف والتدريب، من خلال حرصها على نشر التوعية الصحية والبيئية ومجالات المعرفة والعلوم المتنوعة، من بينها برامج التوعية بالقانون الدولي الإنساني ونشر مبادئه بين أفراد المجتمع، وتنفيذ دورات تدريبية في الإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع الحوادث والإصابات الحرجة، إلى جانب دورات إعداد مدربي الإسعاف وسلامة الطرق، ودورات حول أساليب العمل التطوعي، وأخرى حول درء المخاطر عن أصحاب الهمم. وتابع: تطورت خدمات «الهيئة» المحلية، بفضل تطور اللوائح الداخلية، والنظم الإلكترونية في «الهيئة»، ومؤخراً تم تدشين نسخة حديثة من تطبيقات «الهيئة» الذكية، وخدماتها الإلكترونية، ضمن توجهات «الهيئة» لمواكبة التحولات السريعة التي تشهدها الدولة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتطورات المتلاحقة فيما يخص تقنية المعلومات والاتصالات، وتبني أفضل الممارسات بالنسبة لخدمة العملاء، وتهيئة الظروف الملائمة لتواصل المحسنين والمانحين مع برامج هيئة الهلال الأحمر، واستقطاب دعمهم ومساندتهم لمشاريعها المختلفة، وبلغت نسبة التحول الذكي في تطبيقات خدمة العملاء 100%. تضمنت 3 مجالات رئيسية، شملت خدمة المحسنين، والمتطوعين، ومتلقي المساعدات. وكشف الفلاحي، عن أن الخطط التشغيلية المستقبلية والاستراتيجيات ستسهم في تحقيق المزيد من المكتسبات للشرائح التي نستهدفها داخل الدول، والانتقال من برامج الرعاية لتلك الفئات إلى التمكين، من خلال مشاريع تعزيز القدرات التي تساهم في النهوض بتلك الشرائح اقتصادياً واجتماعياً، مثل مشروع الغدير الذي يوفر مصدر دخل ثابت للكثير من الأسر المتعففة، إلى جانب التوسع في برامج المساعدات التعليمية والصحية، من خلال إقامة شراكات مع بعض المؤسسات الطبية المحلية، إلى جانب نسج شراكات أخرى مع الهيئات والمؤسسات الاقتصادية لتعزيز دورها في جوانب المسؤولية الاجتماعية. 121 مليار مساعدات الإمارات وفق التقرير الصادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، فإن القيمة الإجمالية للمساعدات الخارجية التنموية والإنسانية منذ عام 2014 وحتى 2018 بلغت 121.80 مليار درهم، منها 108.72 مليار درهم إماراتي مساعدات تنموية، و13.08 مليار درهم إماراتي مساعدات إنسانية. وحافظت دولة الإمارات منذ عام 2013 وحتى عام 2018 على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياساً لدخلها القومي، حيث إن نسبة المساعدات الإماراتية من إجمالي الناتج القومي الإجمالي، بلغت نحو 0.93%، ما يجعل الإمارات من بين أكبر المانحين في العالم، فيما النسبة العالمية التي حددتها الأمم المتحدة بلغت 0.7% كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة. وواصلت دولة الإمارات تعزيز مكانتها المتميزة بين كبار المانحين الدوليين في المساهمة في مجال التنمية الدولية والاستجابة الإنسانية والوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين، حيث بلغت قيمة المساعدات الخارجية الإماراتية 28.62 مليار درهم عام 2018، استهدفت 42 بلداً. وأكد تقرير الوزارة أن قيمة المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية، المقدمة من الإمارات للبلدان الأقل نمواً، مثّلت أكثر من نصف إجمالي المساعدات الخارجية، ما يثبت التزام الدولة الراسخ بالقضاء على الفقر في العالم. نجيب الشامسي: خطط تنموية لأبناء الدول الفقيرة والنامية قال المستشار الاقتصادي والمدير العام للمؤسسة المسار للدراسات والنشر، الدكتور نجيب عبد الله الشامسي: لعل القاصي والداني، يعلم الرؤى الصائبة والإسهامات الفاعلة لدولة الإمارات تجاه تعزيز مفاهيم وطروحات التنمية المستدامة عالمياً، حيث تبنت الإمارات منذ قيامها في عام 1971، مع مختلف الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، كافة سبل وقنوات العمل الجاد الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في كافة دول العالم، ولم تتردد على طرح العديد من المبادرات ومد أيادي المعونة والمساعدات التنموية للدول التي تعرضت لكوارث طبيعية وأزمات إنسانية بغية ترجمة قناعاتها، ووضع خطة مستدامة تضمن تحقيق استقرار وأمن وتنمية تلك الدول. وأضاف: استشعرت دولة الإمارات، برؤى ثاقبة من قيادتها الرشيدة حجم التحديات وتبعاتها وتداعياتها التي تواجه العالم وتشكل في ظل المتغيرات السريعة والتطورات المستجدة التي يشهدها العالم، والتي تجسدت في تفشي الأمراض والأوبئة وانتشار التلوث البيئي بالأخص، وتخلف التعليم لاسيما في الدول النامية والفقيرة، وتزايدت الحاجة لخلق مشاريع للطاقة النظيفة المستدامة في تلك الدول، ولقد قدمت دولة الإمارات، الدعم بكافة أطيافه للمنظمات والمؤسسات التنموية والإنسانية الدولية والإقليمية من أجل تحسين ظروف شعوب وأبناء الدول الفقيرة والنامية. من جهته، قال الخبير في صندوق النقد العربي إبراهيم الكراسنة، إن رؤية دولة الإمارات العميقة المتمثلة في المواقف الإنسانية الداعمة على كل المستويات تكرست لخدمة البشرية، كما تبلورت هذه الاستراتيجية بتأسيس هيئة الهلال الأحمر قبل نحو ثلاثة عقود، لتضطلع بمسؤولياتها الإنسانية فانطلقت قوافل الخير والعطاء للشعوب، فضلاً عن إنشاء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، لتكون ذراعاً تمتد في ساحات العطاء الإنساني في جميع مجالاته داخل الدولة، وذكر أن الإمارات أطلقت العديد من المبادرات الإنسانية العالمية التي خدمت البشر في المناطق الملتهبة من ضحايا الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والعنف والحروب والفقر والمرض والعوز. برامج هيئة الهلال الأحمر ومساعداتها الإنسانية والاجتماعية * استفادة أكثر من مليون شخص من المواطنين والمقيمين * مساعدات رعاية السجناء وأسرهم.. 8 ملايين و143 ألفاً و960 درهماً * 87 جنسية على مستوى الدولة * دعم المؤسسات.. 459 ألفاً و477 درهماً * بتكلفة 140 مليوناً و674 ألفاً و326 درهماً * المير الرمضاني.. 4 ملايين و866 ألف درهم * برامـج تــأهيل أصحــاب الــهمم.. 5 مــلايين و134 ألفـــاً و470 درهمــاً * المســاعدات الاجتمــاعية.. 115 مليونــاً و281 ألــف درهـم * المشــاريع الــموسمية.. 30 مليونــاً و495 ألفــاً و533 درهمــاً * المســاعدات الإنســانية.. 30 مليونــاً و657 ألفــاً و212 درهمــاً * مســـاعدات طــلاب الــعلم.. 36 مليونــاً و771 ألفــاً و869 درهمــاً * المســـاعدات الـطبية.. 24 مليونــاً و145 ألفــاً و718 درهمــاً 5 توصيات 1- الـتوسع في تطبيقــات الـتبرع الـذكية 2- إنشـاء مسابقــات لــتنمية عمـل الخير 3- نشر حمـــلات التبرع بلغـــات متعــددة 4- التعاون مع مختصين لقياس أثر البرامج 5- تنمية الوعي الوطني بالبرامج الإنسانية
مشاركة :