الصدمة الحضارية…وضحى الونيس  

  • 11/11/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الصدمة الحضارية تعددت أسباب رغبة البشر للسفر، فالأغلب قبل السفر يعيش شعور شهر العسل فالسعادة والسرور يغمرانه.. متحمسا لكل ما هو جديد. فلحظه وصوله للبلد الاخر يعجبه كل شيء ويفضل البلد الجديد على موطنه ريثما ينصدم صدمة ثقافية على آثر التقاءه بشخصيات مختلفة ثقافيا وحضاريا تؤثر على شخصيته، فالعلاقة بين الثقافة والشخصية علاقة تكاملية تبنى على أساس التأثر والتأثير ولا يمكننا الإغفال بأنها محدده للشخصيات السوية والغير سوية. فتحدث إلينا في هذا الشأن الشاب حمد الجهني الذي قضى ثلاث سنوات لطلب العلم بالخارج مستمرا إلى هذه الأيام… يقول إن الأسباب التي جعلته يرغب بالدراسة خارجا شغفه وبحثه عن الجديد والمختلف، أيضا قوة وجودة الدراسة المقدمة في بعض الدول الأوروبية مضيفا اكتشافه واكتسابه ثقافة وعدة لغات جديدة. وأجاب عن سؤالنا.. ماهي التوقعات التي كنت متأملا أن تجدها في سفرياتك؟ توقعاتي كانت رؤية مجتمع متحضر ليس لديه أي عقد مؤمن بالعمل والحياة لكن اكتشفت أن الأنسان يبقى إنسانا في كل مكان والقوانين هي من تغيره… العبارة في حد ذاتها تحتاج إلى تأمل…. فبادرناه هل تعرضت إلى صدمة ثقافية؟ لا لم أنصدم مطلقا من الاختلاف لأنني كثير السفر لكن من تجارب بعض الأصدقاء الذين تعرضوا لصدمات ثقافية “حضارية” لاختلاف أسلوب الحياة قد تحدثوا بأن الصدمة الثقافية مع المخالطة تتلاشى تدريجيا، مشيرا أن هناك ما هو أصعب لمواجهته… على العكس ما يصدره البعض انه شيء عابر، صعوبات (حياتيه، علميه، طقسيه) بالإضافة صعوبة التواصل مع أصحاب الثقافة الغربية، لكن الأصعب لدي التقائنا بشخصيات عربيه في أوروبا تكون سببا في شرخ نفسك بدلا من أن يكونوا عونا. وعن كيفية تأقلمه بعد العودة إلى موطنه يقول: أحيانا تأتيني الرغبة في العودة إلى الاستقلالية الأوروبية أو في بلد الابتعاث عموما، لكن التكييف مع بيئتك شيئا ضروريا رغم أنني لست عائدا دائما فالتعلق بنمط حياة معين والاستقلالية بعض الأحيان صعب. الصدمة الثقافية لا تنتهي عند هذا الحد بل تستمر مع الشخص حتى بعد عودته فيدخل بالصدمة الثقافية العكسية فالأشخاص بعد العودة ينقسمون إلى ثلاثة: رافضا للثقافة فيعزل نفسه أو يندمج ويتخلى عن هويته الأصلية أو يختار من ثقافة الجديد ما يراه إيجابيا وهنا تكمن فوائد الصدمة الثقافية في اكتساب قيم ومهارات جديده، توسيع المدارك، النضج، تقبل قيمهم وميولهم بشكل أفضل وازدياد ثقتهم بأنفسهم وتعزز التفاهم بين الشعوب.     وضحى الونيس    كتب في التصنيف: مقالات كتاب بلادي   تم النشر منذ 3 ساعات

مشاركة :