في ذكرى ميلاد الروائي الروسي الشهير دستويفسكي (11 نوفمبر 1821) يمكن القول، إن اسم الدكتور أنور إبراهيم هو الأبرز بين جسور نقل المعرفة والثقافة بين اللغتين الروسية والعربية في العشرين سنة الأخيرة، أكثر من عشرين كتاباً ترجمها أنور إبراهيم من الروسية إلى العربية؛ من أبرزها الموسوعة الضخمة عن «الأدب الروسي في مائة عام»، وكتاب «الماس والرماد - حوارات مع باختين لدوفاكين»، وهو الأول من نوعه في اللغة العربية، فلم يسبق أن ترجم كتاب بهذه الضخامة عن سيرة وحياة وأفكار الناقد والمنظر الروسي الأشهر في القرن العشرين.. وقد نعت المترجم صديقه الكاتب الراحل الكبير إبراهيم أصلان بـ«عاشق الأدب الروسي.. وأحد خبرائه الكبار». أبي دستويفسكي وأحدث وآخر ترجماته أيضاً كتاب «أبي فيدور دستويفسكي»، الذي يعرض لجوانب من حياة الأديب الروسي الأشهر في القرن التاسع عشر؛ بقلم لوبوف فيودورفنا دستوفيفسكايا (عن الدار المصرية اللبنانية) لآنا دوستوفيسكايا ابنة الكاتب الروسي الأشهر. أبي فيودور دستويفسكي أبي فيودور دستويفسكي وترجمته الأخيرة لكتاب «أبي فيودور دوستويفسكي» الذي حظي باهتمام القراء لم يكن هو الأول الذي يدور حول نساء في حياة دستويفسكي.. فقد سبقه كتابان في الدائرة ذاتها، يقول الدكتور أنور إبراهيم لـ«الاتحاد»: الأمر يعود بجذوره إلى زمنٍ بعيد، حينما تعرفت على دستويفسكي للمرة الأولى وأنا في المرحلة الثانوية، وعندما سافرت إلى روسيا في بعثة دراسية عام 1977 اخترته على الفور ليكون موضوعاً لدراستي للدكتوراه، وكان الحصول آنذاك على أعمال الكلاسيكيين أمراً بالغ الصعوبة، وما زلتُ أذكر العبارة الأولى التي ذكرها البروفيسور العجوز في أول محاضرة لي في سلسلة محاضرات «تاريخ الأدب الروسي»، حيث قال «تاريخ الأدب الروسي هو تاريخ الكتب غير المتاحة للبيع»!! والمقصود هنا الأدب الروسي ما قبل ثورة 1917! وبالطبع دلني أصدقائي على أكبر سوق سوداء للكتب في قلب موسكو للحصول منها على ما أريد! وعن كيفية توصله إلى هذه النصوص التي تدور حول حياة دستويفسكي بقلم نساء في حياته، يقول إبراهيم: اقتنيتُ الأعمال الكاملة الطبعة الأكاديمية؛ ما يعني أنها تشمل الروايات ومسوداتها، واليوميات والخطابات، وكل ما يتعلق بالكاتب من صور وحتى إيصالات الإيجار وثبت بالكتب الموجودة في بيته، وأضفتُ إليها الأعمال النقدية لمعاصريه، وما تيسر من الأعمال النقدية الحديثة، كل ذلك فضلاً عن المذكرات التي دارت حوله وعنه بقلم: الزوجة، والابنة، والعشيقة وقد صدر الكتابان الأولان بالعربية؛ وهما يعكسان حياة الكاتب وعلاقته بأسرته وحالته الإبداعية وعلاقاته بأدباء عصره وآرائه في السياسة والمجتمع والحياة. الماس والرماد - حوار مع باختين الماس والرماد - حوار مع باختين دستويفسكي وتولستوي وحول الاختلافات بين ما كتبته الابنة وما كتبته الزوجة، يقول: مذكرات الابنة تخلو من النزعة العاطفية كما في مذكرات الأم، وهي بمثابة دراسة عميقة لجذور عائلة دستويفسكي وعلاقته بالاتجاهات والأفكار السياسية للكاتب، كما تعرضت الابنة للحديث عن أبرز معاصري دستويفسكي وهو «ليف تولستوي»، ومن المعروف أنهما لم يلتقيا أبداً، وتكشف لوبوف الابنة أن أباها لم يكن يرغب في الواقع أن يتم هذا اللقاء لوجود خلافات فكرية وفلسفية بينه وبين صاحب «الحرب والسلام»، وإن ظلّ يعلن دائماً عن احترامه الكبير له، وكذلك فعل تولستوي الذي التقى بزوجة دستويفسكي، وتمنى لو أن كل كُتّاب روسيا لهم زوجات مثلها. ويختتم د. أنور إبراهيم حديثه قائلاً: والآن ما تزال مذكرات عشيقة دستويفسكي التي صدرت منذ مائة عام وترجمتها إلى العربية، وهي تحمل عنوان «سنوات القرب من دستويفسكي» أسيرة المركز القومي للترجمة منذ أكثر من عامين!! وتضم الخطابات المتبادلة بينهما، ويوميات العشيقة أبولليناريا سوسلوفا التي جسد دستويفسكي شخصيتها في روايته الشهيرة باسم «بولينا».
مشاركة :