طهران - شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء على ضرورة عدم تفويت "أي فرصة" لرفع العقوبات الأميركية المفروضة على بلاده، وذلك في أعقاب خسارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب أمام منافسه جو بايدن.واعتمد ترامب الذي تولى الحكم في مطلع العام 2017، سياسة "ضغوط قصوى" حيال الجمهورية الإسلامية، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها بعد قراره العام 2018، الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق حول برنامجها النووي.وقال روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة "كلما رأينا أن الوضع ملائم من أجل رفع العقوبات، سنستغل هذه الفرصة".وتابع "هدفنا رفع ضغط العقوبات عن كاهل شعبنا. كلما سنحت فرصة مناسبة، سنتصرف بناء على مسؤولياتنا. لا يجب على أحد أن يفوّت أي فرصة".وأكد أن "الأمن القومي والمصالح الوطنية ليست مسائل حزبية"، وذلك بعد انتقادات وجهها سياسيون محافظون لتحالف المعتدلين والإصلاحيين على خلفية ما اعتبروه "إفراطا" في حماسهم بعد فوز بايدن ورغبة في إعادة التحاور مع واشنطن.وسبق لروحاني أن رأى في فوز المرشح الديموقراطي "فرصة" لواشنطن "للتعويض عن أخطائها السابقة"، لا سيما الانسحاب من الاتفاق المبرم العام 2015 مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا.وأتاحت "خطة العمل الشاملة المشتركة"، رفع جزء كبير من العقوبات المفروضة على إيران، لقاء خفض مستوى بعض أنشطتها النووية.وقامت طهران بعد عام تقريبا من الانسحاب الأميركي والعقوبات، بالتراجع عن بعض الالتزامات. وخلال حملته، أبدى بايدن نيته خوض "مسار موثوق به للعودة الى الدبلوماسية" مع إيران، وإمكان إعادة بلاده للاتفاق في حال عودة طهران الى تطبيق كامل التزاماتها.ورأى روحاني أن أي عودة أميركية للاتفاق تتعلق بواشنطن من دون غيرها لأن الآخرين لم ينسحبوا منه، مؤكدا استعداد إيران لإمكان بقاء العقوبات.وأوضح أن بايدن "قال من البداية إنه يريد العودة الى خطة العمل الشاملة المشتركة، إذا تصرفوا بناء على مسؤولياتهم، يمكنهم اتباع مسار جديد. وإذا لم يرغبوا في ذلك، فهذا شأنهم"، مشددا على أن الجمهورية الإسلامية "لا تربط خططها برغباتهم".وسبق لعدد من المسؤولين الإيرانيين التأكيد أن طهران ستراقب أفعال أي إدارة أميركية مقبلة، لا اسم رئيسها، معتبرين أن عودة واشنطن الى الاتفاق يجب أن تقترن بالتعويض عن الأضرار التي تسبب بها انسحابها منه، وتوفير "ضمانات" بعدم تكرار خطوة كهذه.وقال روحاني أنه "على من بدأ السياسات العدائية حيالنا، أن يتراجع عنها"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.ودفعت الضغوط الأميركية الاقتصاد الإيراني إلى حافة الانهيار وتسببت العقوبات في انهيار الريال الإيراني إلى أدنى مستوياته، فيما تكابد إيران لتجاوز أزماتها المتناثرة المتفاقمة خصوصا في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا بين الإيرانيين.
مشاركة :