رفع العلم الاميركي بسفارة واشنطن بهافانا وكيري يدعو الى الديمقراطية

  • 8/15/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

للمرة الاولى منذ العام 1961، رفع العلم الاميركي الجمعة فوق سفارة الولايات المتحدة في كوبا خلال مراسم جرت بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي دعا كوبا الى اعتماد الديموقراطية. وسلم ثلاثة عناصر سابقين في المارينز، كانوا انزلوا العلم قبل 54 عاما، العلم الجديد لثلاثة من زملائهم الشباب من قوات المارينز المسؤولة عن امن السفارة حاليا ليرفعه هؤلاء فوق المبنى التاريخي في العاصمة الكوبية. وبعد نحو ثمانية اشهر على الاعلان المتزامن في 17 كانون الاول/ديسمبر من قبل الرئيسين الاميركي باراك اوباما والكوبي راوول كاسترو لاعادة العلاقات الدبلوماسية، انجز كيري احدى اهم المحطات الرمزية في هذه العملية بعدما افتتحت سفارتا البلدين في 20 تموز/يوليو. والزيارة التي تستمر يوما واحدا هي الاولى التي يقوم بها وزير خارجية اميركي الى البلد الشيوعي منذ العام 1945. وحذر كيري من ان وشنطن لن تتوقف عن المطالبة بالتغيير في الجزيرة الشيوعية من اجل اصلاحات ديموقراطية. وقال "على القادة في هافانا والشعب الكوبي ان يعلموا ان الولايات المتحدة ستبقى دائما مناصرة للمبادئ الديموقراطية والاصلاح". واضاف "نبقى مقتنعين ان الشعب الكوبي سيكون في وضع افضل في ظل ديموقراطية حقيقية حيث يختار الناس بكل حرية قادتهم في اطار من العدالة الاقتصادية والاجتماعية". وكرر كيري معارضة حكومة اوباما الابقاء على الحظر الاميركي المفروض على كوبا منذ العام 1962، الا انه ذكر بان اي قرار من هذا النوع يعود الى الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون المعارضون لهذه الخطوة. واثارت زيارة كيري غضب الجمهوريين ومن بينهم المرشحان لرئاسة الجمهورية في العام 2016 ماركو روبيو وجيب بوش.وروبيو، السيناتور عن فلوريدا من اصول كوبية، هاجم الادارة الاميركية بسبب غياب معارضين عن مراسم رفع العلم. وقال لمحطة فوكس نيوز "حين يتظاهر المدافعون عن الديموقراطية في كوبا، تتم محاصرتهم ويعتقلون ويتعرضون للضرب، احد منهم لم يدع الى المراسم". واعرب معارضون كوبيون عن قلقهم من هذا التقارب خشية من ان يخسروا حليفهم الاول واشنطن. اما كيري فاصر على ان قطع العلاقات بين الدولتين فضلا عن الحصار الاقتصادي المفروض على كوبا فشلا في اجبار الجزيرة الشيوعية على القيام باصلاحات، ولذلك كان هناك ضرورة لاتباع مسار آخر. وقال لصحافيين يرافقونه "ستكون هناك عقبات على الطريق لكنها البداية". ومن المفترض ان يلتقي كيري معارضين في وقت لاحق اليوم. كما انه سيتجول في هافانا القديمة حيث سيلتقي مواطنين كوبيين في هذه المنطقة التاريخية. ولن يلتقي كيري كاسترو او شقيقه الزعيم التاريخي فيديل كاسترو الذي قاد كوبا منذ الثورة في 1959 وحتى تقاعده في العام 2006. وفي نص نشرته الصحافة المحلية الخميس، بمناسبة بلوغه الـ89 عاما، اكد الرئيس الكوبي السابق ان الولايات المتحدة مدينة لكوبا بمبالغ كبيرة تعويضا عن الحظر الاقتصادي الذي فرضته على الجزيرة منذ 1962. وكتب كاسترو ان "كوبا تستحق تعويضات تعادل قيمة الاضرار البالغة ملايين الدولارات كما اكدت بلادنا بحجج دامغة وادلة في كل خطبها في الامم المتحدة". ولم يحدد فيديل كاسترو قيمة المبالغ التي يتحدث عنها الا ان كوبا صرحت في ايلول/سبتمبر ان الحصار كلفها 116 مليار دولار. اما الولايات المتحدة فتقول ان كوبا مدينة بسبعة مليارات دولار لمواطنين اميركيين وشركات تمت مصادرة ممتلكاتهم بعد وصول كاسترو الى السلطة. وستستغل الحكومة الكوبية زيارة كيري لتطالب برفع الحصار الاقتصادي الذي فرضه الرئيس الراحل جون فيتزجرالد كينيدي في العام 1962. وفعليا ترغب ادارة اوباما في ذلك لكن الامر متوقف على الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون ويعارض كثيرون منهم ذلك معتبرين انه سيكون بمثابة مكافأة للشقيقين كاسترو. وفي هذا الصدد، قال السيناتور الديموقراطي باتريك ليهي الذي يرافق كيري، ان رفع الحصار هو الطريقة الاسرع لحصول التغيير في كوبا. واضاف "اذا رفعنا الحصار لن يكون بمقدورهم القاء اللوم علينا في كل شيء، بل اعتقد ان التغيير سيحصل بطريقة اسرع". وخلال ثمانية اشهر من المفاوضات منذ اعلان التقارب بين الدولتين، احرز الطرفان تقدما في قضايا اساسية عدة بينها شطب كوبا عن لائحة الولايات المتحدة لـ"الدول الداعمة للارهاب". وفي المقابل تشمل القضايا الخلافية القاعدة البحرية الاميركية في غوانتانامو وممارسات الحكومة الكوبية تجاه الاعلام والمعارضين والناشطين.

مشاركة :