أماكن قليلة هي التي تلخص مأساة الحرب الأهلية السورية المستمرة منها مخيم اليرموك. هذه المنطقة في دمشق معظم سكانها من الفلسطينيين، وكما نشاهد نسير بين الأنقاض وكل ما نجده هو الدمار. يقول هذا المقاتل الفلسطيني الموالي للحكومة، الذي رفض الكشف عن هويته، إن المعارك كثيفة هنا. مع قوات النظام المحاصرة لليرموك من الخارج ومع مختلف الفصائل المتشددة والمتحصنة في الداخل فإن المدنيين عالقون في الوسط. وبات هؤلاء عرضة للعنف المستمر والجوع، خاصة مع صعوبة وصول المساعدات الانسانية إليهم في كثير من الأحيان. كنا موجودين عندما سمح للآلاف بالفرار العام الماضي. هذا الطفل هو أحد أصغر الموجودين عمره 15 يوما فقط. الأسوأ من ذلك أن تنظيم "داعش" استولى عليها مطلع هذا العام لعدة أيام ولكن انسحب عناصره إلى مناطق أخرى من دمشق. لكن القتال لم يهدأ بالرغم من ذلك. “من المستحيل عدم رؤية الدمار التام بعد سنوات من الصراع في مخيم اليرموك ولكن بنفس الوقت فإن المقاتلين هنا يؤكدون أن المكاسب ليست كبيرة جدا، حيث أنهم يأخذون مبنى ولكن بعد ذلك يفقدون قطعة أرض مقابلها ولكن خط المواجهة ثابت لا يتغير”. المقاتلون الموالون للحكومة يحتفظون بالأوز بالخطوط الأمامية لتحذيرهم من أي محاولة تسلل إلى هذه المنطقة المدنية. ولكن حتى لو عادت اليرموك مرة أخرى فإن المكاسب ستكون معظمها عبارة عن ركام وأنقاض.
مشاركة :