تظاهر مئات القبارصة الأتراك في الشطر الشمالي من جزيرة قبرص مساء أمس الأول، تنديداً بالتدخل التركي، وذلك قبل أيام من زيارة منتظرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى «جمهورية شمال قبرص التركية»، التي لا تعترف بها إلا أنقرة. وردد المتظاهرون، وبينهم عدد من قادة المعارضة، هتافات مناهضة لأنقرة، بينها «لا تدخّل بل إرادة حرة» و«الحرية للجميع» و«في قبرص القرار للقبارصة». وقال المتحدث باسم حركة «الديموقراطية والإرادة» غولسن إرتشين، الذي نظم التظاهرة في الشطر الشمالي من نيقوسيا، آخر عاصمة مقسمة في العالم: «نقول لتركيا: لا يمكنكم أن تحكموا شمال قبرص من أنقرة». وشارك في التظاهرة الزعيم السابق للقبارصة الأتراك مصطفى أكينجي الذي هزمه في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، إرسين تتار المدعوم من أنقرة. وجاءت التظاهرة قبل أيام من زيارة أردوغان الأحد القادم إلى الشطر الشمالي من قبرص الذي تحتلّه تركيا. ويحتل الجيش التركي الثلث الشمالي من قبرص منذ 1974 حين غزا شمال الجزيرة رداً على انقلاب عسكري لقوميين قبارصة لضم البلاد إلى اليونان. وتمارس جمهورية قبرص المعترف بها دولياً والعضو في الاتحاد الأوروبي منذ 2004 سيادتها على ثلثي الجزيرة في جنوب المنطقة العازلة الخاضعة لإشراف الأمم المتحدة، وباءت بالفشل آخر مفاوضات رسمية بين الطرفين القبرصيين اليوناني والتركي في 2017. وتعكس التظاهرة مشاعر غضب قسم القبارصة الأتراك من التدخل العلني لأنقرة في انتخاباتهم دعماً لتتار. وبلغ التدخل ذروته قبل أيام من الدورة الأولى للانتخابات حين أعلن تتار، من أنقرة، وإلى جانبه أردوغان، عزمه على إعادة فتح منتجع فاروشا الساحلي الذي احتله الجيش التركي، إثر تقسيم الجزيرة وأغلقه من ذلك الحين. وأثار قرار إعادة فتح المنتجع المهجور غضباً عارماً في أوساط القبارصة اليونانيين، واستياء عدد كبير من القبارصة الأتراك، الذين رأوا فيه تدخلاً مباشراً في انتخاباتهم لتعزيز فرص تتار بالفوز في الانتخابات. وفي سياق آخر، أعلنت تركيا أمس، وفي خطوة استفزازية جديدة، تمديد «إخطار نافتيكس» حول مهام المسح السيزمي، التي تقوم بها سفينة «أوروتش رئيس» شرقي البحر المتوسط. وذكرت وسائل إعلام تركية أنه بموجب قرار التمديد، ستواصل السفينة مهامها حتى 23 نوفمبر الجاري. وذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء أن سفينتي «أطامان» و«جنكيز خان» ستواصلان مرافقة «أوروتش رئيس» خلال أداء مهامها. وتقوم «أوروتش رئيس» بأعمال بحث في مياه متنازع عليها في شرق البحر المتوسط، وذلك للتنقيب عن احتياطيات الغاز، وتصر تركيا على أجندتها الخاصة بشأن التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، ما يثير التوترات بينها وبين اليونان وقبرص العضوين في الاتحاد الأوروبي.
مشاركة :