عُرض فيلم ”هليوبوليس“ للمخرج جعفر قاسم ، أخيرًا، في العاصمة الجزائرية الجزائر، بعد عدة أشهر من التأجيل، يوم 4 نوفمبر في عرض خاص بالصحافة والسينمائيين. وفي أول فيلم روائي طويل له، اختار جعفر قاسم، الذي اشتهر بإنتاجاته الناجحة التي تبث على القنوات التلفزيونية الجزائرية، دراما تاريخية من خلال تسليط الضوء على المشهد في الجزائر في الأربعينيات من القرن الماضي حين كانت البلاد تحت نير الاستعمار الفرنسي. ويتتبع الفيلم رحلة عائلة من مالكي الأراضي المسلمين الأثرياء في شرق البلاد، وتحديدًا في هليوبوليس وهي قرية في منطقة قالمة، ويتابع المشاهد طريق الشاب محفوظ (الممثل مهدي رمضاني) الذي انضم إلى حركة التحرير وتتسبب قناعاته السياسية في حدوث شقاق مع والده الذي يميل أكثر نحو الاندماج وعدم استيعابه مسألة استقلال الجزائر. ومن ثم فإنّ المستقبل الذي رسمه الأب لابنه سينقلب رأسًا على عقب بسلسلة من الأحداث التي ستصل إلى نقطة اللاعودة في 8 مايو / أيار 1945 تاريخ انتصار الحلفاء في فرنسا زمن الحرب العالمية الثانية، وبدء عمليات القتل الجماعي في المناطق الجزائرية ولا سيما سطيف وقالمة وخراطة. وعلّق المخرج جعفر قاسم للصحفيين بعد العرض الأول بالقول: ”حتى لو كان مستوحى من أحداث حقيقية هذا ليس فيلمًا وثائقيًا“. ويوضح جعفر قاسم وفق ما نقلت عنه ”جون أفريك“ أنّ ”هناك قوميات عديدة، هذا ما أردت إظهاره في هذا الفيلم، وهذه هي المرة الأولى منذ الاستقلال التي نصنع فيها وهمًا حول ما حدث في 8 مايو 1945“ وفق تعبيره، مضيفًا أنه لا يريد ”إظهار جزائر ضعيفة تشعر بالأسى“ بحسب قوله. وبين كتابة السيناريو – الذي استمر قرابة أربع سنوات – وإعداد الفيلم والتصوير، استغرق هذا المشروع الذي بدأ في عام 2012 عدة سنوات حتى يرى النور، وتم التصوير، الذي اكتمل عام 2018، في غرب البلاد، ويقول مدير التصوير لـ ”جون أفريك“ إنه ”لا توجد استوديوهات في الجزائر لذلك كان علينا القيام بعمل هائل لتحديد وإعادة بناء العمارة وترميم المباني“. و“هليوبوليس” من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما التابع لوزارة الثقافة والفنون، وبطولة عزيز بوكروني ومهدي رمضاني وفضيل عسول بمشاركة عدد من الممثلين الفرنسيين. ويحلم منتجو الفيلم بالمشاركة في المهرجانات الدولية، لا سيما بعد أن اختارت اللجنة الجزائرية الفيلم الروائي ”هليوبوليس“ لتمثيل البلاد في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2021 في فئة أفضل فيلم عالمي. وسيقام الحفل القادم لتوزيع جوائز الأوسكار بمدينة لوس أنجلوس في 25 أبريل المقبل بدلا من الموعد المعتاد في فبراير بسبب تأثير أزمة كورونا على صناعة السينما. وتمنح أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية منذ عام 1945.
مشاركة :