فرنسا في محاولة أخيرة لإحياء مبادرة 'انقاذ' لبنان

  • 11/12/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - يجري مستشار الرئيس الفرنسي للشرق الأدنى باتريك دوريل الذي وصل الأربعاء إلى بيروت، سلسلة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين في محاولة أخيرة على ما يبدو لإحياء المبادرة الفرنسية.والتقى دوريل برئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد ضمن سلسلة لقاءات يعقدها مع مختلف ممثلي القوى السياسية اللبنانية بينهم رئيس البرلمان نبيه بري وهو زعيم حركة أمل الشيعية حليفة حزب، إلا أن اللقاء مع رعد له طابع خاص كونه يمثل الثنائي الشيعي الذي عرقل جهود رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب الذي اضطر في النهاية للاعتذار عن مهمته قبل أن يكلف الرئيس ميشال عون سعد الحريري بتشكيل الحكومة.ويبحث مبعوث الرئيس الفرنسي إلى لبنان عن ضمانات من القوى السياسية لعدم عرقلة تشكيل الحكومة التي تريدها باريس حكومة اختصاصيين وكفاءات.ويأتي لقاءه مع ممثل حزب الله في إطار ضمان أن لا تعرقل الجماعة الشيعية المدعومة من إيران تشكيل الحكومة وهي التي حمل أمينها العام حسن نصرالله بشدة على الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون حين اتهم المسؤولين اللبنانيين بالخيانة لنقضهم تعهداتهم وعرقلة تشكيل حكومة مصطفى أديب.وكان نصرالله هاجم ماكرون منددا بما وصفها بمنطق الوصاية ولهجة العجرفة التي اتسم بها خطاب الرئيس الفرنسي بعد ان اعتذر مصطفى اديب عن مهمة تشكيل الحكومة.ونقلت صحيفة 'الأخبار' المقربة من حزب الله الخميس عن مصادر قولها إن زيارة دوريل "محاولة أخيرة لإحياء المبادرة الفرنسية والضغط على القوى السياسية من أجل الإسراع في تأليف الحكومة والبدء بتنفيذ الإصلاحات".ويبدي المسؤولون اللبنانيون تأييدهم لتلك المبادرة التي يعتبرها كثيرون آخر فرصة لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية والسياسية، لكن ثمة مخاوف فرنسية من أن يتقض هؤلاء مرة أخرى تعهداتهم كما حصل حين تم تكليف الدبلوماسي مصطفى أديب بتشكيل الحكومة.وقد أكد الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس خلال استقباله دوريل تمسّك بلاده بمبادرة باريس الرامية لانتشال لبنان من الشلل السياسي ودوامة الانهيار الاقتصادي، فيما قال رئيس البرلمان نبيه بري وهو أيضا زعيم حركة أمل الشيعية حليفة حزب الله، إن خلاص لبنان من أزماته لن يكون إلا من خلال تشكيل حكومة من وزراء اختصاصيين، في إشارة ‘لى دعم جهود رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.ووصل دوريل إلى بيروت مساء الأربعاء في زيارة تستمر حتى الجمعة وتتخللها لقاءات مع كبار المسؤولين وقوى سياسية بارزة، في خطوة تأتي بعد انتهاء المهلة الثانية التي منحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للطبقة السياسية اللبنانية من أجل تشكيل حكومة.وقال عون خلال اللقاء، وفق ما أعلنت الرئاسة اللبنانية "نتمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة البلد"، معتبرا أن "الأوضاع تتطلب تشاورا وطنيا عريضا وتوافقا واسعا لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة".والتقى المبعوث الفرنسي أيضا برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نقلت وسائل إعلام محلية عنه تأكيده أيضا على المبادرة الفرنسية وضرورة تطبيق الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدولي.وقال إن "المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان هو انجاز حكومة اليوم قبل الغد وزراؤها إختصاصيون".وأوضح أن "البرلمان ينتظر تشكيل حكومة بفارغ الصبر من أجل العبور بلبنان إلى بر الأمان أمام الموجات العاتية داخليا وخارجيا"، في إشارة إلى الأزمات التي تمر بها البلاد.ووصف بري اللقاء بالجيد، مؤكدا موقفه الداعم للمبادرة الفرنسية وضرورة تطبيق الإصلاحات لا سيما في مجال الكهرباء ومحاربة الفساد.ولفت دوريل إلى "دقة وخطورة الأزمة الاقتصادية في لبنان وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفاءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي".ومن المقرر أن يلتقي مستشار ماكرون مسؤولين لبنانيين آخرين بعد أن التقى برئيس الوزراء المكلف سعد الحريري ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.وبعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، زار ماكرون بيروت. ثم عاد مرة ثانية مطلع سبتمبر/ايلول وأعلن عن مبادرة قال إن كل القوى السياسية وافقت عليها ونصت على تشكيل حكومة خلال أسبوعين تتولى الإصلاح بموجب برنامج محدد، مقابل حصولها على مساعدة مالية من المجتمع الدولي.لكن القوى السياسية فشلت في ترجمة تعهداتها. وفي 27 من الشهر ذاته أعطى ماكرون مهلة جديدة للقوى السياسية من "أربعة إلى ستة أسابيع" لتشكيل حكومة.وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول، كلّف عون زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيل الحكومة، إلا أن مساعيه لم تسفر عن أي نتيجة حتى الآن وسط انقسامات سياسية لطالما عرقلت وأخرت تشكيل الحكومات في لبنان.ولم يتضح مصير مؤتمر الدعم الدولي للبنان الذي تعهد ماكرون بتنظيمه نهاية الشهر الحالي، في حال لم تبصر حكومة جديدة النور في الأيام المقبلة.ويشهد لبنان منذ العام الماضي انهيارا اقتصاديا تزامن مع انخفاض غير مسبوق في قيمة الليرة. وتخلفت الدولة في مارس/اذار عن دفع ديونها الخارجية، ثم بدأت مفاوضات مع صندوق النقد الدولي جرى تعليقها لاحقا جراء خلافات بين المفاوضين اللبنانيين.وفي 6 أغسطس/ آب الماضي، بعد يومين من انفجار مرفأ بيروت، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان، والتقى رؤساء الأحزاب الكبيرة، ليطلق بعدها "مبادرة" بلهجة تهديد وإعطاء تعليمات، تشمل مهملة زمنية لتشكيل حكومة جديدة، وإصلاح النظام المصرفي.وانتهت المهلة دون تشكل الحكومة، فيما اعتبرت أطراف سياسية لبنانية مبادرة ماكرون تدخلا في شؤون لبنان.

مشاركة :