مثل الرواية القصيرة والرواية القصيرة جدًا، جاء كتاب الإعلامي والكاتب الصحفي خالد مقبول «لا تعطيك ما تريد» ليثير مجددًا الجدل حول إنتاج الكتب وما إذا كان من الضروري أن يتوافق مع طبيعة وخصوصية الجيل المتلقي. كتاب مقبول البكر الصادر في 140 صفحة عن دار «تكوين» ألقى بحجر في نهر صناعة الكتب الراكد، وجاء الكتاب الصادم -بالمعني الإيجابي للصدمة في نظر مؤيديه- ليختزل صفحاته بل فصوله في جمل، ألقى مقبول الحجر ثم ترك الساحة لجدل لا يزال يتسع ولم يصل إلى مرحلة الحسم بعد الذي ربما يتأخر.. الكثيرون اقتنعوا بالعمل وتحمسّوا له ودافعوا عن وجهة نظر الكاتب الذي آثر الصمت واكتفى بالجلوس في مقاعد المتفرجين، وتساءلوا ما الذي يمنع اختزال الفصل في جملة واختصار الصفحة في عبارة.. إنها قمة القدرة على امتلاك الفعل الكتابي.. وقطعوا بأن المعيار هنا هو اكتمال المعني.. واضافوا بأن الجيل الحالي من القراء يختلف حتى في عاداته القرائية وغيرها عن الأجيال الماضية فقد اعتاد اختزال الكلمات والتهام الوجبات السريعة والتعجل حتى في الحب والمشاعر ولم يعد لديه وقت لسماع المواويل..من أشد المؤيدين للكتاب في صرعته الجديدة الكاتب ونائب رئيس تحرير عكاظ سابقا الأستاذ علي مدهش الذي وصفه بأنه «إصدار ذكي في حجمه وشكله والمعاني الفلسفية لعباراته»، وقال عنه «إنه فكرة مضغوطة بأقل الكلمات على بياض صفحة بالكامل تقول للمتلقي: اقرأ الجملة وأكمل فراغ الصفحة بمعانيك.. قمة الشراكة والمشاركة كتاب «لا تعطيك ما تريد» كشفت ضمير الغائب في العنوان مقدمته التي لم تتجاوز بضع كلمات في جملة واحدة تقول «هكذا هي الدنيا».. وتتوالى الصفحات.. ومتأخرا يبدو أن المؤلف أراد أن يطمئن منتقديه فجاء غلاف الكتاب الخلفي حاملا رسالة مقتضبة أيضا: «ما بين أيديكم ليس كتابا له موضوع محدد أو فكرة معينة.. هو طرح لجوانب وحالات متعددة في حياتنا الاستثنائية حاولت ملامستها بعبارات موجزة أرجو أن تعبر عن ذاتها».< Previous PageNext Page >
مشاركة :