المياه الراكدة لا تصنع حركة وطاقة

  • 6/18/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

العلم والعمل هما عمودا النجاح، ورافعا شأن الأمم، والعمل من أسباب وجود الإنسان بالأرض فهو ملزم بتعميرها، فالموظف هو حامل هذا اللواء والمسؤولية، فأيًا كان منصبك أدي دورك الوجودي، ولا تتشبث بمنصب أو مكان معين، فأنت مطالب بتأدية دورك على أكمل وجه في أي موضع تكون، ومن ثم واجب عليك أن تترك طوعًا المجال لغيرك أن يُثبت نفسه. فإذا تريث الموظف قليلًا ونظر إلى منصبه الوظيفي ومكانته، سيجد أن أي موضع يوجد فيه هو عبارة عن أداةِ، الغاية منها تحقيق إنجاز من أجل خدمة هذا الوطن ورفعته، ومن أجل العائد المادي والمعنوي الذي يعود عليه من هذا العمل. فلذلك متطلبات العمل التي تُهيأ وتُصاغ على أسس علمية من قبل الجهات المسؤولة عن أنظمة العمل صنعت سلسلة التدرج الوظيفي، وهذا من وجهة نظر لها أُسسها، يمكن أن نطلق عليها تجديد المياه الراكدة. أي أن الأداة المراد بها المنصب تحتاج من وقت إلى آخر إلى نفوس جديدة تتمكن من تهيئة هذه الأداة على أسس وطباع غير الموجودة عليها من أجل تحقيق استمرارية نجاحات جديدة. فإذا حققت إنجازاً مبهراً في قطاع ما على مدار فترة زمنية، سيأتي خلفك ذوي عقلية جديدة سيتمكن من استخدام استراتيجيات أخرى يصنع بها إنجازاته، ويضيف قيمة إلى القيمة التي تمكنت من صناعتها خلال هذه الفترة. أما أنت عندما تنتقل إلى الدرجة الوظيفية الجديدة ستتمكن من صناعة إنجازات جديدة، تُكتب في تاريخك، فالموظف لا بد أن يكون معطاء، مهما كان الموضع أو المكانة التي يوجد بها. والحالتان هذه وتلك الغرض منهما هو خدمة الوطن، فيجب أن نعلم نحن أبناء هذا البلد أننا كموظفين فيه أن غايتنا واحدة وهي تحقيق النجاح، وهدفنا واضح وهو السمو والعلو بالمملكة العربية السعودية، وطموحنا موجه إلى أن يعم الخير على مملكتنا وعلى أبنائها ككل، لهذا نلقى الدعم والتحفيز من قبل الجهات المسؤولة بالدولة والقائمين عليها، خاصة من ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -أطال الله عمرهما-. العمل أشبه بسُلم لا يمكن أن تُمكث في إحدى طياته أو درجاته أبد الدهر، بل في فترة ما تبقى في إحدى الطيات، ثم تنتقل إلى أخرى، هذه سنة التسلسل الوظيفي عليك أن تؤمن بها كي تتحقق المنفعة العامة بالنهاية، وأيًا كانت الدرجة أو المكانة التي توجد بها تستطيع أن تحقق إنجازًا عبرها وتخلد بصمتك لأجيال يذكروها بعدك، فكل مواطن سعودي حر عاش على أرض المملكة وترعرع وجنى من خيرها يستطيع أن يخدم وطنه بالعمل على تقدمها، عن طريق إرضاء المولى في عمله. المناصب أبدًا لا تدوم، بل ما يدوم هو ما حققته ويذكر اسمك به من نجاحات في مجال معين، فالهيكل الوظيفي والتدرج به هو إحدى الوسائل التي تتبعها المنظمات والحكومات من أجل تشجيع الموظف على امتلاك المهارات الجديدة التي يستطيع عبرها أن يحقق إنجازًا أكبر. فالتكاتف ثم التكاتف أيًا كان الموضع الذي نكون به نستطيع أن نصنع الإنجازات، فنحن جميعًا سد منيع قادر على المواجهة، وقادر على خلق وصنع المعجزات، نتكاتف كجزء واحد منسوق القوام لا ينظر جزء منه إلى أي أطماع شخصية، بل يضع أمام عينه رفعة هذا الوطن الذي نشأ في أحضانه، وهي المسؤولية الملقاة على عاتق كل مواطن شريف. في الختام أنوه بأننا في حاجة دومًا إلى أن نذكر أنفسنا أن العلاقة بيننا وبين أي موضع معين علاقة مؤقتة، انتقالية تنتهي، ويجب أن نهيئ أنفسنا للانسجام مع كل المراحل المقبلة كي نتمكن أيضًا من تحقيق نجاحات وإنجازات جديدة يشار لها بالبنان.

مشاركة :