وكالة الطاقة: استمرار تخمة معروض النفط في 2016

  • 8/15/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - رويترز: قالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب العالمي على النفط ينمو بأسرع وتيرة له في خمس سنوات بفضل تعافي النمو الاقتصادي وانخفاض الأسعار، لكن تخمة المعروض العالمي كبيرة جداً وستستمر في 2016. وذكرت الوكالة في تقريرها الشهري أنها رفعت كثيراً توقعاتها لنمو الطلب في العامين الحالي والقادم وتتوقع تراجع نمو إمدادات المعروض من خارج منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) في 2016 مع تأثر المنتجين الأمريكيين أكثر من غيرهم. وأضافت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها "بينما بدأت عملية إعادة التوازن بوضوح من المرجّح أن يطول أمد العملية حيث من المتوقع استمرار وفرة المعروض خلال 2016 بما يشير إلى أن المزيد من المخزونات سيتكدس". وتتوافق رؤية وكالة الطاقة مع رؤية الحكومة الأمريكية التي خفضت الثلاثاء الماضي توقعاتها للإنتاج الأمريكي بما يشير إلى أن هبوط أسعار الخام 60 بالمئة منذ الصيف الماضي ربما يؤثر أخيراً على الإنتاج الصخري. ونزلت أسعار النفط عن 50 دولاراً للبرميل تحت ضغط من وفرة المعروض وارتفاع الدولار. وتعتبر توقعات وكالة الطاقة أكثر تفاؤلاً من تقديرات أوبك التي رفعت توقعاتها لإمدادات المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في المنظمة. وقالت وكالة الطاقة إنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط بواقع 1.6 مليون برميل يومياً في 2015 بزيادة 260 ألف برميل يومياً عن التقديرات التي نشرتها الشهر الماضي وعزت ذلك إلى قوة النمو الاقتصادي وارتفاع طلب المستهلكين بفضل انخفاض الأسعار. وتابعت "تلك هي أكبر طفرة في النمو خلال خمس سنوات وتمثل ارتفاعاً هائلاً بعد زيادة الطلب 0.7 مليون برميل يومياً فقط في 2014". وأضافت أن استمرار قوة الاقتصاد الكلي سيدعم نموا أكبر من المعتاد بواقع 1.4 مليون برميل يومياً في 2016 بزيادة 410 آلاف برميل يومياً عن تقديراتها السابقة. ودفع انخفاض أسعار الخام شركات النفط إلى تقليص خططها الاستثمارية. وقالت وكالة الطاقة "بينما سيساهم انخفاض التكلفة وتحسّن الكفاءة في تعويض بعض التخفيضات في الإنفاق من المرجّح أن يتلقى الإنتاج ضربة قريباً". وذكرت الوكالة أنها تتوقع تباطؤاً شديداً لنمو المعروض من خارج أوبك مقارنة مع المستوى القياسي الذي سجّله في 2014 عند 2.4 مليون برميل يومياً ليصل إلى 1.1 مليون برميل يومياً هذا العام ثم يقل 200 ألف برميل يومياً في 2016 مع تأثر الولايات المتحدة أكثر من غيرها. وتشير التوقعات إلى أن إستراتيجية أوبك المتمثلة في الإحجام عن خفض الإنتاج وحماية حصتها في السوق بدلاً من دعم الأسعار ربما تؤتي ثمارها أخيراً. غير أن الاستراتيجية التي تبنتها المنظمة في نوفمبر الماضي أحدثت وفرة في المعروض العالمي وستستغرق السوق عاماً ونصف العام لاستيعاب هذه التخمة. وقالت الوكالة "تظهر بياناتنا أنه بينما ستنحسر التخمة من ثلاثة ملايين برميل يومياً في الربع الثاني من 2015 وهو أعلى مستوى لها منذ 1998 إلا أن الوفرة المتوقعة في المعروض ستستمر في النصف الأول من 2016". وأشارت إلى أنه على افتراض أن إنتاج أوبك سيظل قرب 31.7 مليون برميل يومياً - وهو متوسط الإنتاج في الأشهر الثلاثة الأخيرة - في عام 2016 فإن المعروض سيتجاوز الطلب بواقع 1.4 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من 2015. وسيقل الفائض إلى نحو 850 ألف برميل يومياً في 2016 وقد تكون الشهور الثلاثة الأخيرة من 2016 أول فصل يشهد سحباً من المخزونات. وأضافت "هذه التوقعات لا تأخذ في الحسبان احتمال ارتفاع الإنتاج الإيراني في حالة رفع العقوبات". وقالت إن توقع ارتفاع الطلب وتباطؤ نمو المعروض من خارج أوبك رفع تقديرات الطلب على خام المنظمة في 2016 إلى 30.8 مليون برميل يومياً بزيادة 1.4 مليون برميل يومياً على أساس سنوي وبارتفاع 600 ألف برميل يومياً عن تقديرات الوكالة في تقريرها السابق. غير أن التوقعات الجديدة للطلب على خام أوبك لا تزال أقل بكثير من أحجام الإنتاج الحالية للمنظمة والتي تستقر قرب أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات بسبب قوة الإمدادات السعودية وارتفاع الإنتاج العراقي إلى مستوى قياسي. وذكرت وكالة الطاقة أنه نتيجة للتخمة الكبيرة في المعروض العالمي زادت مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 9.9 مليون برميل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق لتبلغ 2.916 مليار برميل في يونيو. وقالت وكالة الطاقة إن من المستبعد أن تبدأ مخزونات النفط العالمية القياسية في التراجع قبل عام على الأقل لكن لا تزال هناك مساحة لتخزين النفط. ولم تمتلك الصهاريج العالمية حتى الآن وإن كانت وكالة الطاقة قالت إن نمو معروض النفط بوتيرة "فائقة السرعة" سيتجاوز الطلب الذي يرتفع بأسرع وتيرة له في خمس سنوات. وقالت الوكالة "بينما تشير التقديرات إلى أن المخزونات تقترب من ملء الصهاريج فان مؤشرات الأسعار تشير إلى أن الوضع ليس كذلك". وحين تشهد السوق تخمة كبيرة في المعروض فإن الأسعار الفورية قد تهبط كثيراً جداً بالمقارنة مع أسعار العقود الآجلة ومن ثم يصير من المربح شراء النفط وتخزينه لوقت لاحق ولو على سفن في البحر. وذكرت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً أنه في حين أن مخزونات الدول المتقدمة وصلت إلى مستوى قياسي قدره 2.9 مليار برميل في يونيو يشير منحنى العقود الآجلة إلى أنه ما زال هناك مجال متاح للتخزين. ويبلغ الفارق بين أسعار خام برنت الحالية وأسعاره بعد ثلاثة أشهر ما يزيد قليلاً على 1.30 دولار للبرميل.

مشاركة :