أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الليبي لبحث تطورات الأوضاع الخطيرة في مدينة سرت. وناقش نبيل العربي مع محمد الدايري تبعات ما يتعرض له سكان سرت المدنيين من جرائم إبادة وانتهاكات على أيدي تنظيم داعش والتي أدت إلى سقوط عشرات الضحايا وتهجير قسري للمدنيين. وأصدرت الجامعة العربية بياناً أمس دعت فيه إلى تضامن الجهود العربية والدولية، واتخاذ تدابير عاجلة لتقديم الدعم اللازم لجهود الحكومة الليبية المؤقتة من أجل إيقاف المجازر التي يرتكبها تنظيم داعش ضد السكان المدنيين. وحذّر الأمين العام من مخاطر الوضع الإنساني المتدهور في سرت، ومن التداعيات الخطيرة الناجمة عن سيطرة داعش على المدينة، وعلى مسار العملية السياسية في ليبيا والحوار الجاري تحت رعاية الأمم المتحدة، وكذلك على مجمل الأوضاع في ليبيا وأمن واستقرار دول الجوار والمنطقة برمتها. الجامعة العربية تدعو لدعم الحكومة الليبية ضد الانقلابيين والمتطرفين قتل جرحى وتمثيل بجثثهم نفذ مسلحو تنظيم "داعش" عملية تصفية جسدية ل 22 جريحًا، كانوا يتلقون العلاج في المركز الصحي في الحي رقم 3 بمدينة سرت الساحلية شمال ليبيا. ووفق مصادر محلية، ل "بوابة الوسط"، اقتحمت عناصر التنظيم المركز وأجروا عمليات تفتيش ثم قتلوا 22 جريحًا ومثلوا بجثثهم، قبل أن يحرقوا المركز، بحسب "بوابة الوسط" الاخبارية الليبية. وبذلك يبلغ عدد قتلى المواجهات بين شباب الحي وداعش 57 قتيلاً أغلبهم من أبناء قبيلة الفرجان. كانت الحصيلة السابقة جراء الاشتباكات التي اندلعت على مدار ثلاثة ايام بين شباب قبيلة الفرجان وشباب عدد من أحياء مدينة سرت الليبية وتنظيم "داعش" بالمنطقة السكنية الثالثة 30 قتيلا واكثر من 106 مصابين. وقال مصدر رسمي لوكالة الأنباء الفرنسية "سرت تعيش حربا حقيقية منذ الثلاثاء. المعارك العنيفة التي يخوضها مسلحون من المدينة في مواجهة تنظيم داعش لم تتوقف ابدا، وسط قصف متبادل وغارات جوية". واضاف المسؤول رافضا الكشف عن اسمه "هناك عشرات القتلى والجرحى ولم نستطع حتى الان احصاء الضحايا من الشباب الذي يقاتلون تنظيم داعش، او قتلى وجرحى التنظيم، بسبب شدة المعارك". وكانت وزارة الدفاع في الحكومة التي تدير العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا" ولا تحظى باعتراف المجتمع الدولي، اعلنت في بيان لها انطلاق "عملية تحرير سرت". واوضحت ان هذه العملية تتم بمشاركة "شباب واهالي مدينة سرت وقواتنا الجوية الباسلة وثوارنا الاشاوس". وتقوم طائرات تابعة لقوات هذه الحكومة بقصف مواقع للتنظيم المتطرف في سرت، بينما يخوض مسلحون من المدينة مواجهات عنيفة بدأت في الحي الثالث شرق المدينة. ونقلت وكالة الانباء الرسمية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا وتعمل من شرق البلاد عن شهود عيان في سرت قولهم ان تنظيم داعش "ارتكب ابادة جماعية بالحي رقم 3" بعدما "قصف الحي بالراجمات والاسلحة الثقيلة مما ادى الى سقوط العديد من القتلى بينهم اطفال ونساء". من جهته صعّد تنظيم داعش من هجماته وسيطر على ميناء سرت، الذي شهد في الأيام الماضية مواجهات بين المتشددين والجيش المدعوم من أهالي المدينة الساحلية الواقعة وسط البلاد. وكان "داعش" قد قصف، الأربعاء بالأسلحة الثقيلة المنطقة نفسها بعد الهجمات التي شنتها قوات من الجيش والأهالي على مواقعه ب"مجمع قاعات سرت الكبرى" بمدخل المدينة الشرقي. غضب حكومي من المجتمع الدولي عبّرت الحكومة الليبية الموقتة المعترف بها دوليا في رسالة عاجلة وجهتها الخميس إلى مجلس الأمن الدولي عن غضبها ازاء الموقف السلبي للمجتمع الدولي ومجلس الأمن ازاء الجرائم التي يرتكبها تنظيم "داعش" ضد المدنيين في الحي الثالث وعدة مناطق من مدينة سرت منذ الاربعاء الماضي. وانتقدت الحكومة الليبية المؤقتة حظر السلاح المفروض على الجيش الليبي الذي يفرضه المجلس وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين وفقاً للقرار رقم 2214 لعام 2015 خاصة الفقرتين الثالثة والسابعة. وطالبت الحكومة المعترف بها في بيان مساء امس الخميس نشرته على صفحتها على موقع فيسبوك المجتمع الدولي "بأن يتحمل كامل مسؤولياته الاخلاقية، وان لا يظل مكتوف الايدي دون الاستجابة لمطالب الحكومة الليبية المتكررة لردع هذا العدوان الغاشم". واستنكرت "ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الدول الكبرى في محاربة داعش في العراق وسورية، وتغض الطرف عنهم" في ليبيا. كما قالت الحكومة الليبية المؤقتة أمس أنها "تتابع بقلق بالغ ما يتعرض له السكان الأبرياء في مدينة ترهونة وضواحيها من قصف بمختلف أنواع الأسلحة" واتهمت في بيانها قوات فجر ليبيا بالوقوف وراء هذا القصف، ووصفتها بأنها عصابات مدعومة من قبل المؤتمر الوطني المنتهية ولايته. وطالبت في الوقت نفسه، المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والإنسانية، بالمساهمة في توثيق هذه الجرائم لملاحقة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة.
مشاركة :