كيري يكسر العزلة بزيارة تاريخية إلى كوبا

  • 8/15/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وسط اهتمام أميركي بحدث تاريخي كبير في العلاقات مع كوبا، نقل تلفزيون «سي إن إن»، صباح أمس الجمعة، مباشرة، مراسيم رفع العلم الأميركي فوق السفارة الأميركية في كوبا، بحضور جون كيري، وزير الخارجية، وهو يمشي على عكاز بعد أن كان وقع من دراجة، قبل شهرين في فيينا، خلال مفاوضات اتفاق إيران النووي. وفي خطابه، قبيل رفع العلم، بدا كيري متأثرا. وقال: «لم تعد الولايات المتحدة وكوبا عدوتين، أو منافستين، بل جارتين. الآن، جاء وقت أن نعلن ذلك للعالم. وأن نتمنى لبعضنا البعض الرخاء». حمل العلم الأميركي نفس رجال المارينز الثلاثة الذين كانوا أنزلوا العلم الأميركي عندما أمر بذلك الرئيس أيزنهاور، قبل أكثر من نصف قرن. ثم سلموا، وقد كبروا في أعمارهم، العلم إلى ثلاثة شبان من المارينز، هم الذين رفعوه فوق سارية عالية تطل على البحر الكاريبي، في قلب هافانا، عاصمة كوبا. في خطابه، أثنى كيري على زعماء دول أميركا اللاتينية الذين، عبر عقود، كانوا يريدون من الولايات المتحدة إنهاء عدائها لكوبا. وأثنى، أيضا، على البابا فرانسيس (لاتينى). وقال كيري: «ليست صدفة أن البابا سيأتي إلى هنا، ثم سيزورنا في الولايات المتحدة». وانتقد كيري السياسات الأميركية التي أدت إلى، وحافظت على، معاقبة ومقاطعة كوبا. وتحدث عن غزو «خليج الخنازير» الفاشل، عام 1963، عندما جند الرئيس جون كيندي ميليشيا كوبية لغزو كوبا. وقال كيري: «كنت طالبا في ذلك الوقت. وأتذكر العبوس في أوجه القادة الأميركيين (لفشل الغزو)». رفع العلم الأميركي بعد ثمانية أشهر من الإعلان المتزامن في 17 يناير (كانون الثاني) الماضي، من الرئيسين الأميركي باراك أوباما والكوبي راوول كاسترو لإعادة العلاقات الدبلوماسية. وقال تلفزيون «سي إن إن» إن كيري هو الذي قرر، لإعطاء الحدث بعده التاريخي والرمزي، أن يحمل العلم جنود المارينز الثلاثة (جيم تريسي، وإف دبليو مايك إيست، ولاري سي موريس) الذين أنزلوا العلم في عام 1961. وذلك «تركيزا على التفاهم الجديد بين العدوين السابقين إبان الحرب الباردة». يوم الخميس، أول من أمس، نشرت وزارة الخارجية الأميركية شريط فيديو فيه تذكر الرجال الثلاثة، في تأثر واضح، «اللحظة الحزينة» عندما أنزلوا علم بلادهم. في الفيديو، قال القائم بالأعمال الأميركي في كوبا، جيفري ديلورنتيس: «إنهم ينتظرون منذ عام 1961 للعودة إلى هافانا». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، إن حفل أمس الجمعة، أمام أعضاء حكومتي البلدين وآخرين من الكونغرس الأميركي، يندرج في إطار «عملية التطبيع». رسميا، أعيدت العلاقات الدبلوماسية وفتحت سفارتا البلدين في 20 يوليو (تموز) الماضي. لكن، حفل يوم الجمعة «يسجل، بالتأكيد، مرحلة جديدة بعد 54 عاما من القطيعة»، كما قال تونر. وكانت واشنطن وهافانا قطعتا علاقاتهما في 1961 في خضم ثورة كاسترو ضد حكومة الديكتاتور باتستا، الذي كانت تدعمه الولايات المتحدة، وخصوصا شركات التبغ والموز الأميركية. أمس، صار كيري أول وزير خارجية أميركي تطأ قدماه كوبا منذ عام 1945. واستغرقت زيارته عشر ساعات فقط. خلالها، بحث مواضيع خلافية حساسة بين البلدين، مثل حماية حقوق الإنسان، وإطلاق سراح المعارضين السياسيين الكوبيين. ونقلت وكالة «أ.ف.ب» من ميامي (ولاية فلوريدا) تصريحات أدلى بها معارضون للانفراج بين البلدين. ومنهم السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، الذي اتهم الرئيس أوباما بأنه «وضع جانبا مطالب الكوبيين عن حقوق الإنسان والحريات العامة». وفي مقابلة يوم الخميس مع التلفزيون الأميركي الناطق بالإسبانية، «تيليموندو نيوز»، أكد كيري: «سألتقي مع معارضين كوبيين، وستسنح لي الفرصة للجلوس معهم». ويتوقع أن يحدث ذلك مساء أمس الجمعة، أثناء حفل استقبال خاص في مقر السفير الأميركي في هافانا. ويتوقع أن تجرى هذه اللقاءات بعيدا عن الصحافيين، في منزل السفير، وليس في مقر السفارة حيث جرى احتفال رفع العلم. ونقلت وكالة «أ.ف.ب» من كوبا، أنه في الوقت الذي هدأت فيه العلاقات بين البلدين، ذكرت كلمة لأبو الثورة الكوبية، فيدل كاسترو، نقاط الخلاف التي ما زالت قائمة. أكد الرئيس الكوبي السابق الذي انسحب من الحكم منذ عام 2006، لأسباب صحية، أن الولايات المتحدة مدينة لكوبا «بملايين الدولارات» تعويضا عن الحظر الاقتصادي الذي فرضته على الجزيرة منذ عام 1962. وكتب كاسترو، في رسالة إلى الشعب الكوبي، أن «كوبا تستحق تعويضات تعادل قيمة الأضرار البالغة ملايين الدولارات».

مشاركة :