قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن أزمة كورونا فرصة لمراجعة النفس ومراجعة الأفكار، داعيا الجميع للالتزام بالإجراءات الاحترازية الممكنة للحفاظ على حياة الجميع وحتى نعبر تلك الأزمة، وينتهى الوباء ونعود لحياتنا العادية وأضاف خلال قداس اليوم السبت:في هذا الصباح المبارك وإنجيل هذا الصباح يقدم لنا المبدأ الأساسي في حياتنا كخدام "من أراد أن يكون فيكم عظيمًا يكون لكم خادمًا ومن أراد أن يكون أولًا يكون للجميع عبدًا" يأتي يعقوب ويوحنا وهم من التلاميذ فينفصلوا عن التلاميذ الأنثى عشر ويطلبوا طلب خاص من السيد المسيح في مجده أن يكون واحد عن يمينه وآخر عن يساره طلب في حد ذاته جيد لكن به شبه لبعض الأمور غير الجيدة به شكل من أشكال الأنانية وحب العظمة والذات وحب الرئاسة وكل هذا طلب المسيح ألا تكون موجودة في من يخدمه من يريد أن يخدم.. إذا كان الله اختارنا لنخدمه اختارنا ووضع المبادئ الأساسية في الخدمة وقال أن الخادم الذي يريد أن يكون عظيم يكون آخر الكل وخادم الكل وهذا ليس على سبيل البلاغة بل هذا ما أراده المسيح فينا وتعلمنا كنيستنا ونقول في تحليل الخدام الآباء الأساقفة القمامصة والقسوس والإكليروس والشمامسة وكل الشعب وفي الآخر يقول أبونا الذي يصلي وضعفي ولهذا المسيح أتى وقال تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب ولذلك نحن نخدم ومعروفين في كنائسنا ومدننا لكن لا ننسى روح الاتضاع يجب أن يكون فيك هذا الأمر وهذا يحتاج لجهاد في حياتنا الروحية كيف يحفظ الإنسان اتضاعه، لهذا اضع أمامك بعض النقاط لتكون واضحة أمامنا:١- أفحص ضميرك بعمق فلا يعرف الإنسان إلا روح الإنسانالإنسان له ضعفات وسلبيات وسهوات وفرصة الخلوات والحياة الهادئة ليعدل نفسه كيف أبتعد عن ضعافتي..أفحص ذاتك عن عمق ممكن في وسط الناس أجد ناس يقولون لي كلام حلو وتمدحني كل هذا جيد لكن لا تنسى أنه في النهاية للتراب وحتى لو قال الناس أنه حسنا والمسيح لم يقل فأنت الخاسر فأفحص ذاتك بعمق.٢- احرص في خدمتك وعملك أن تكون في حالة اتضاع عندما يكون أثنان أو ثلاثة في نفس المكان تجدهم في صراع دائم.فهل لا يوجد أحد حكيم؟!..ابحث عن روح الاتضاع هذا هو طريق السماء لا يوجد طريق أخر سوى الاتضاع وسكة افتقادك للاتضاع فاسلك سلوك الاتضاع من قلبك هذا هو أساس خدمة الإنسان ممكن يكون لك سنين خدمة كبيرة لكن أنظر للمستقبل برجاء حتى أن وجدت معوقات كن لديك رجاء وأمل وثقة في يد الله التي تعمل لتشعر بداخلك أنك شباب ولا تهزمك السنين لكن العمر القلبي والعقلي هو الذي يجب أن يسيطر على خدمتنا على الدوام ونحن اليوم اخترنا أثنى عشر من الآباء كدفعة أولى كترقية للقمصية ومفهوم الترقية في الكنيسة هو الترقية لأسفل لغسل الأرجل مفهوم الترقية في الكنيسة مختلف عن مفهوم العالم وهي مزيد من الخدمة والحب والاتضاع فاختارنا اليوم أثنى عشر من الآباء. والإسكندرية مقسمة لأربعة مناطق رعوية كل منطقة تختار ثلاثة أباء وإذا أراد ربنا بعد فترة نعمل دفعة أخرى القمصية دعوة للخدمة أكثر وليست دعوة للرئاسة والعظمة. ربنا يبارك خدمتكم ويفرحكم بتعبكم دائمًا ويعطينا جميعًا النهاية الصالحة يبارك خدمة الآباء الأجلاء في مناطقهم وفي عمل الرعاية الكبير الممتد في الإسكندرية والإسكندرية بتكبر وتسع والدولة تقوم بمشروعات كبيرة هذا يوسع رقعة المدينة بالتالي يوسع عمل الرعاية.ربنا يحفظكم ويعطيكم الصحة دائمًا ويعطيكم الخدمة المفرحة المثمرة في حياتكم ويبارك الرعية ونحن وسط أزمة الكورونا بقدر الإمكان نمارس كل الإجراءات الإحترازية الممكنة لكي نقدر أن نحفظ حياة الجميع ونمر هذه الفترة وبنعمة ربنا كل هذا ينتهي ونرجع لحياتنا العادية هذه فرصة لمراجعة النفس ومراجعة الأفكار والخدمة ممكن نأخذ منها عوامل كثيرة اليوم نتذكر يوم تجليس المتنيح البابا شنوده الثالث ١٤ نوفمبر ١٩٧١ نطلب صلوات كل الآباء الذين سبقونا للسماء يتشفعوا من أجلنا لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد أمين.
مشاركة :