أمر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، السبت، بتحويل المطعم التركي أيقونة التظاهرات العراقية، إلى متحف لتظاهرات تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي. وتحول مبنى مهجور، اصطلح على تسميته بين العراقيين بالمطعم التركي، يطل على المنطقة الرئاسية الخضراء في بغداد، إلى حصن ونقطة تجمع المحتجين في العراق منذ أكتوبر 2019."جبل أحد" فقد تحصن في طوابقه المحتجون لمنعه من السقوط بيد القوات الأمنية العراقية التي تحاول السيطرة عليه، كونه نقطة تمركز على مجمل متظاهري ساحة التحرير وسط العاصمة. كما أطلق بعض العراقيين على هذا المبنى الحامي لهم من بطش السلاح تسمية "جبل أحد"، استعارة من أحد الجبال التاريخية التي لعبت دوراً في معركة أحد الشهيرة بين المسلمين والمشركين. ويعود إنشاء المبنى المؤلف من 14 طابقاً إلى ثمانينيات القرن الماضي، إذ أشرفت على بنائه شركة هندية وافتتح في عام 1983. ويحتوي على مرآب سيارات واسع في طوابقه السفلى، وامتلأت طوابقه الأخرى بالمحلات التجارية لتشكل مركز تسوق كبيرا. وأخذ المبنى اسمه من مطعم احتل الطابق الأعلى منه وامتاز بشرفاته التي تقدم منظراً بانورامياً مطلاً على مدينة بغداد، وعرف حينها باسم المطعم التركي.برج مراقبة لتصيد المتظاهرين وقد تعرض المبنى لعمليات قصف عدة في السابق أثرت على هيكله الأساسي. ومنذ بداية الحراك الشعبي في بداية أكتوبر 2019 في العراق، تعج البناية المهجورة باللافتات المؤيدة للاحتجاجات والأعلام العراقية. وفي هذا السياق، قال خالد ياسين، الباحث والأكاديمي العراقي، للعربية.نت، في تقرير نشر سابقاً إن "للمبنى أهمية كبيرة، بوصفه المكان الذي كانت تستخدمه القوى الأمنية في مظاهرات سابقة كبرج مراقبة يطل على كامل ميدان التظاهر، ومكانٍ عال استخدم لتصيد المتظاهرين وقمع وتفريق مظاهراتهم"، مستذكراً "تجربة استخدام القوى الأمنية للمبنى في قمع وإخماد الاحتجاجات ضد حكومة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، في شباط/فبراير عام 2011". يذكر أن تقارير تحدثت عن أن الطابق الثامن من مبنى المطعم التركي، قد تحول أيام الاحتجاجات ضد حكومة نوري المالكي، إلى ما يشبه مركزا لقيادة العمليات ضد المتظاهرين، إذ تمركز فيه عدد من قيادات قوة عمليات بغداد، وبعض المسؤولين والنواب الموالين للحكومة لمراقبة المظاهرات والإشراف على عمليات قمعها وتفريقها.
مشاركة :