بعد أن نجح بتأسيس أول غاليري خاص بالفنون التشكيلية في إقليم كردستان العراق، سعى الفنان التشكيلي هاوكار رسكن مع زملائه لإقناع الإدارة المحلية لمحافظة أربيل بتأسيس متحف دائم للفنون. وقال رسكن للجزيرة نت إنه فاتح قبل ثلاث سنوات الجهات المعنية، وبعد إصرار من قبل أعضاء اللجنة التأسيسية الحالية -وعدد أعضائها 12 فنانا- تمكنوا من الحصول على بناية تراثية قديمة تقع وسط مدينة أربيل، أنشأها الإنجليز في أربعينيات القرن الماضي كمحطة للقطار ثم تحولت إلى أكبر سجن إصلاحي في المحافظة. قطار قديم وكشف رسكن أن إدارة السجن بدأت بنقل السجناء والموقوفين وجميع محتويات البناية إلى مكان آخر، وسلمت بعض أركانها إلى مجلس إدارة المتحف للبدء بأعمال الترميم والتجهيز بطراز معماري، دون أن يؤثر ذلك على قيمة المكان التاريخية. وأوضح المتحدث نفسه أن معروضات المتحف ستكون عبارة عن أرشيف صوري لجميع الفنانين الكرد من الرواد ولوحات تشكيلية وتماثيل وسيراميك ومجسمات هندسية لفنانين متميزين من داخل إقليم كردستان العراق وخارجه، إضافة إلى إعادة بقايا أحد القطارات القديمة العاطلة. من جانبه، قال الفنان التشكيلي كاروان مامند بيربال، وهو عضو اللجنة التأسيسية للمتحف، أن المتاحف الفنية موجودة في أغلب مدن العالم وأحيانا في بعض القرى الريفية تأسست منذ القرون الوسطى، وأن الوقت حان في إقليم كردستان العراق لإنشاء متحف حضاري متميز للفنون لما فيه من مقومات مادية ومعنوية. وأضاف بيربال للجزيرة نت أنهم عازمون على إنجاح المشروع مهما كلفهم ذلك، والحرص على الارتقاء به إلى مستوى جيد، سواء من ناحية التصميمات أو من ناحية المعروضات التي ستشمل أعمالا متميزة لفنانين من جميع أنحاء العالم. فنانون لا سجناء وقال حميد رضا، وهو فنان تشكيلي وعضو اللجنة التحضيرية للمتحف، إن الاستعدادات جارية للبدء بأعمال الصيانة والترميم من قبل ذوي الاختصاص، وفي غضون ذلك ستجمع المعروضات وتجهز أقسام المتحف كي لا يكون هناك أي هدر للمال أو الوقت. وأوضح رضا للجزيرة نت أن بناية المتحف كبيرة إلى حد ما، وفيها ساحات وأماكن تفي بالغرض، ولكن يجب الاستعانة بنماذج من متاحف عالمية متميزة، متوقعا أن يفتح المتحف أبوابه للزائرين في غضون عامين أو ثلاثة أعوام على أكثر تقدير، وعند ذاك سيزور المكان الفنانون والمهتمون بالفنون بدلا من السجناء وعائلاتهم.
مشاركة :