«سلوق الرطب».. صناعة تحويلية تصارع الاندثار

  • 11/15/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

توارثت العوائل في محافظة الأحساء مأكولات وعادات شعبية، ما زالت حاضرة حتى اليوم، رغم كونها مهددة بالاندثار، ومنها «سلوق الرطب» أو كما يسميه البعض «حلوى الطيبين» الذي لا يزال مطلوبًا في الأسواق الشعبية وحاضرًا في المطابخ الأحسائية، فيما دعا عدد من المهتمين بالمنتجات الزراعية بتسليط الاهتمام على تلك المنتجات؛ حتى تصبح أحد روافد الاقتصاد الزراعي الوطني.حلاوة الطعمأكدت الفلاحة الحساوية «آيات الحميد»، أنها ورثت صناعة سلوق الرطب من أمها وجدتها، وما زالت تعمل بتصنيعه حتى اليوم؛ لاستمرار الطلب عليه، وقالت «إن هنالك الكثير من المهتمين بشرائه للاستخدام الشخصي والضيافة؛ لما يمتاز به سلوق الرطب من هشاشة وحلاوة الطعم».طبخ وتجفيفوأوضح الفلاح «حميد الحميد»، أن طريقة صنع السلوق تبدأ بقطف الرطب في مرحلة البسر وقبل أن يتحول إلى تمر، من خلال قص العذوق وغسلها وطبخ الرطب على النار لمدة ساعة تقريبا، ثم يتم إخراج الرطب وتجفيفه على الحصير لمدة أسبوعين، وبعد أن يجف يتم تغليفه وبيعه. وأضاف: إن اختيار الأصناف المستخدمة مهم جدًا لأنه يحدد جودة السلوق وسعره وأفضل الأصناف المستخدمة في صناعة سلوق الرطب هي «الزاملي والشبيبي».جدوى إنتاجيةوأبان المهتم بتسويق المنتجات الزراعية «جعفر الجبران»، أن سلوق الرطب يشكل مصدر دخل جيدا؛ لوجود الكثير من المهتمين بشرائه من داخل المملكة والخليج العربي، وإن هناك عددا من العائلات في الأحساء تعمل على صناعته وبيعه في الأسواق الشعبية، فيما يتراوح سعر الكيلو منه ما بين 30 إلى 40 ريالا، ويمتاز بتوفره طوال العام وبكميات مناسبة؛ لأن سلوق الرطب يبقى بصلاحية جيدة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.قيمة مجديةأكد عضو اللجنة الزراعية بغرفة الأحساء، والخبير الزراعي عبدالحميد الحليبي، أهمية الجدوى الاقتصادية لمنتج «السلوق»، والتي نهجها القدماء في الأحساء، باعتبارها صناعة تحويلية لأنواع متعددة من منتوج النخيل والتي قد لا يستفاد منها إلا عن طريق عمل «السلوق».وأضاف الحليبي: إن القدماء عمدوا على استخدام الأنواع الرخيصة من بسر الرطب في إنتاج السلوق، مثل نوع الزاملي والشبيبي والخنيزي نظير جدواها الاقتصادية، مبينا أن الرطب البسر يباع بـ5 ريالات، في حين تحويله إلى سلوق يصعد بسعره إلى 25 ريالا تقريبا، لذلك عمد المزارعون القدماء إلى اللجوء لتلك الصناعات التحويلية لكسب أرباح أكثر من منتوجهم الزراعي، أما عن أنواع الرطب ذي السعر الغالي، فلا يتم تحويله إلى سلوق نظير قيمته المجدية.علاقة وطيدةيذكر أن سلوق الرطب وغيره من منتجات النخيل والتمور، كانت سببًا في استمرار وتوطيد علاقة الإنسان بالنخلة وازدياد عطاء الواحة ليكون عاملًا مساعدًا في صمودها لآلاف السنين مما تسبب في تسجيلها كموقع تراث عالمي وكأكبر واحة في العالم بموسوعة جينيس.

مشاركة :