وتُعدّ الزيارة التي تأتي عقب بضعة أسابيع من دعم إردوغان لحليفه القومي إرسين تتار للفوز بالانتخابات الرئاسية في شمال قبرص، موجعةً للقبارصة اليونانيين الذين يمثلون أغلبية سكان الجزيرة والذين لم يتنازلوا قطّ عن مطلبهم بالسماح بعودة المُهجرين من مدينة فاروشا إلى ديارهم. واعتبر رئيس جمهورية قبرص المعترف بها دولياً وعضو الاتحاد الأوروبي، في بيانه، أن "هذه التحركات تثير سخط كل شعب قبرص" بدورها دانت وزارة الخارجية اليونانية "استفزاز" إردوغان. وقالت الوزارة في بيان شديد اللهجة إن "زيارة الرئيس التركي المقررة إلى فاروشا المحتلة برفقة فريق حكومة... استفزاز غير مسبوق" ينتهك قرارات الأمم المتحدة. وأضافت "ندينه بشكل قاطع ونتوقع أن تتم مناقشته بعمق في الاجتماع المقبل للمجلس الأوروبي في كانون الأول/ديسمبر". قبرص تلغي برنامج "جوازات السفر الذهبية" للمستثمرينعلى غرار ناغورني قره باغ وشمال قبرص.. قائمة بـ7 "دول" غير معترف بها دولياًإجراءات قضائية أوروبية بحق قبرص ومالطا على خلفية بيع جوازات مقابل الاستثمار وبقيت منطقة فاروشا التي كانت توصف بأنها "جوهرة المتوسط"، مقفرة ومحاطة بأسلاك شائكة منذ غزو تركيا شمالي جزيرة قبرص عام 1974. وعقب الغزو الذي جاء على خلفية انقلاب في الجزيرة كان يهدف إلى إلحاقها باليونان، أُعلِن قيام جمهورية شمال قبرص التركية في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 1983 لكنها لم تحظ سوى باعتراف أنقرة. وأعادت القوات التركية إعادة فتح فاروشا جزئياً في 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ما أثار انتقادات دولية. ووقّعت منظمات قبرصية تركية ويونانية عريضة مشتركة تدعو إلى وقف فتح فاروشا "أحاديًّا" وإلغاء زيارة إردوغان. وجاء في العريضة أن "الطبيعة الاحتفالية لإعادة الفتح الذي جاء على حساب ذكريات سكّانها السابقين ومعاناتهم، تؤلم ضميرنا". ونادى مئات من القبارصة الأتراك بشعارات من قبيل "لا تَدَخُّل" و"الحرية للجميع"، خلال احتجاج على زيارة إردوغان، الثلاثاء في شمال العاصمة المقسّمة نيقوسيا.
مشاركة :