تحل اليوم الذكرى الـ101 على وفاة الزعيم محمد فريد والذي يطلق عليه محامي الأمة حيث توفي في مثل هذا اليوم 15 نوفمبر 1919، وهو محمد فريد بك الذي ولد في عام 1868 وهو محام ومؤرخ معروف وأحد كبار الزعماء الوطنيين في مصر، ترأس الحزب الوطني بعد وفاة مصطفى كامل، وأنفق ثروته في سبيل القضية المصرية، وله تمثال في ميدان باسمه بالقاهره تخليدًا لذكراه.وكان قد أعلن محمد فريد أن مطالب مصر هي، الجلاء والدستور، وكانت من وسائله لتحقيق هذه الأهداف "تعليم الشعب على قدر الطاقة ليكون أكثر بصرًا بحقوقه، وتكتيله في تشكيلات ليكون أكثر قوة وارتباطًا فأنشأ محمد فريد مدارس ليلية في الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجانًا وقام بالتدريس فيها رجال الحزب الوطني وأنصاره من المحامين والأطباء الناجحين، وذلك في أحياء القاهرة ثم في الأقاليم.وضع محمد فريد أساس حركة النقابات، فأنشأ أول نقابة للعمال سنة 1909 ثم اتجه إلى الزحف السياسي، فدعا الوزراء إلى مقاطعة الحكم، وبسببه عرفت مصرالمظاهرات الشعبية المنظمة، حيث كان فريد يدعو إليها، فيجتمع عشرات الألاف في حديقة الجزيرة وتسير إلى قلب القاهرة هاتفة بمطالبها، وبالفعل وضع محمد فريد صيغة موحدة للمطالبة بالدستور، طبع منها عشرات الآلاف من النسخ، ودعا الشعب إلى توقيعها وارسالها اليه ليقدمها إلى الخديوي، ونجحت الحملة وذهب فريد إلى القصر يسلم أول دفعة من التوقيعات وكانت 45 ألف توقيع وتلتها دفع أخرى.تعرض محمد فريد للمحاكمة بسبب مقدمة كتبها لديوان شعر بعنوان "أثر الشعر في تربية الأمم"، من ما قال فيها: "لقد كان من نتيجة استبداد حكومة الفرد اماتة الشعر الحماسي، وحمل الشعراء بالعطايا والمنح على وضع قصائد المدح البارد والاطراء الفارغ للملوك والأمراء والوزراء وابتعادهم عن كل ما يربي النفوس ويغرس فيها حب الحرية والاستقلال.كما كان من نتائج هذا الاستبداد خلو خطب المساجد من كل فائدة تعود على المستمع، حتى أصبحت كلها تدور حول موضوع التزهيد في الدنيا، والحض على الكسل وانتظار الرزق بلا سعي ولا عمل"، وحكم على محمد فريد بالسجن ستة أشهر، قضاها جميعًا ولدي خروجه من السجن كتب الكلمات الآتية: "مضي على ستة أشهر في غيابات السجن، ولم أشعر أبدًا بالضيق الا عند اقتراب خروجي، لعلمي أني خارج إلى سجن آخر، وهو سجن الأمة المصرية، الذي تحده سلطة الفرد.. ويحرسه الاحتلال!.. ان أصبح مهددًا بقانون المطبوعات، ومحكمة الجنايات.. محرومًا من الضمانات التي منحها القانون العام للقتلة وقطاع الطرق.."استمر محمد فريد في الدعوة إلى الجلاء والمطالبة بالدستور، حتى ضاقت الموالاة للاحتلال وبيتت النية بسجنه مجددًا، فغادر فريد البلاد إلى أوروبا سرًا، حيث وافته المنية هناك، وحيدًا فقيرًا، حتى أن أهله بمصر لم يجدوا مالًا كافيًا لنقل جثمانه إلى أرض الوطن، إلى أن تولي أحد التجار المصريين من الزقازيق نقله بنفسه على نفقته الخاصة.
مشاركة :