بدأ الناخبون في مولدافيا الأحد التصويت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته إيغور دودون، الموالي لروسيا والداعي إلى "الاستقرار"، والمرشحة المؤيدة لأوروبا مايا ساندو التي تعهدت بمحاربة الفساد دون هوادة. وتعيش مولدافيا، الجمهوريّة السوفياتيّة السابقة الناطقة بالرومانية والتي تقع فيها ترانسدنيستريا، المنطقة الانفصالية على الحدود مع اوكرانيا ويسيطر عليها موالون لروسيا، منذ سنوات بين الطموحات الأوروبية والتقارب مع موسكو. وحققت رئيسة الوزراء السابقة ساندو، وهي خبيرة اقتصادية تبلغ من العمر 48 عامًا عملت لدى البنك الدولي، مفاجأة بفوزها في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر بحصولها على 36,16 % من الأصوات مقابل 32,61 % لدودون، بفضل الدعم غير المسبوق من الناخبين في الخارج. وقالت بعدما أدلت بصوتها في العاصمة كيشيناو للناخبين "اليوم لديكم القدرة على معاقبة الذين نهبوكم، والذين اوصلوا بكم إلى البؤس وأجبروكم على مغادرة منازلكم"، في إشارة واضحة لمنافسها، الذي استُهدف بتهم تتعلق بالفساد خلال فترة ولايته. كما دعت ساندو، رئيسة حزب العمل والتضامن (يمين وسط)، مواطنيها إلى توخي "اقصى درجات اليقظة" لمواجهة تزوير محتمل. بدوره، قال دودون (45 عاما) إنه "صوّت للسلام" و"العدالة الاجتماعية" و"القيم المسيحية". واضاف "يجب ان نحافظ على علاقات جيدة مع الاتحاد الاوروبي وروسيا". وفي الأيام الأخيرة، قدم دودون نفسه على أنه ضامن لـ "الاستقرار" ودعا أنصاره إلى التظاهر الاثنين "لحماية فوزنا". وقد ضاعف تصريحاته التي هاجم فيها معسكر منافسته، "العصابة" التي "تجاوزت الحدود" وتستحق "لكمة في الوجه". ويعدّ هذا البلد الصغير الذي يبلغ عدد سكانه 3,5 مليون نسمة، أحد أفقر الدول في أوروبا. ويقدر عدد الذين هاجروا هربا من الفقر بنحو 40 % من السكان. وشهدت مولدافيا التي تقع بين رومانيا العضو في الإتحاد الأوروبي وأوكرانيا، أزمات سياسية في السنوات الأخيرة وعمليّة احتيال مصرفي واسعة في عام 2015 تتعلّق بنحو مليار دولار، أي ما يعادل 15 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي للبلاد. - "نخشى التزوير"- أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة حظوظاً متقاربة للمتنافسين، ومن شأن تصويت الجالية في أوروبا حسم النتيجة مرة أخرى، وقد دعتها ساندو صراحة إلى التصويت. وتم تحديد نحو 40 مركز اقتراع خاص في المنطقة الخاضعة لسيطرة كيشيناو مخصصة لسكان ترانسدنيستريا، المؤيدين بشكل عام لدودون. وحذر مراقبون من مخاطر التزوير خاصة في هذه المراكز. وصوتت فيكتوريا، وهي محامية وسيدة أعمال تبلغ من العمر 39 عامًا، وتضع كمامة بسبب فيروس كورونا المستجد، للمرشحة المنافسة ساندو في ضواحي كيشيناو. وقالت لوكالة فرانس برس "يجب تغيير كل شيء في هذا البلد من الألف إلى الياء. هناك فساد في كل مكان، في الصحة العامة وفي النظام القضائي". وتابعت "ستتمكن ساندو من القيام بذلك، لكن يخشى أن يتم تزوير" لصالح منافسها. أما سيرغي جانتوان، وهو سائق سيارة إسعاف يبلغ من العمر 32 عاما، فقد "صوّت ضد دودون" مشيرا إلى أن "الاتحاد الأوروبي استثمر الكثير من الأموال هنا، فنحن دولة صغيرة، وعليه يجب أن نكون جميعًا أصحاب ملايين! لكننا لا نرى شيئًا، أي نتيجة". وحصلت ساندو على دعم بوخارست، التي تربطها علاقات تاريخية قوية بمولدافيا. وتدعم موسكو علنًا دودون عبر اتهامها الغرب بالتدخل والتخطيط لـ"سيناريو ثوري" في مولدافيا. وستراقب روسيا التي واجهت هذا العام احتجاجات استهدفت حلفاءها في قيرغيزستان وبيلاروس، دون شك نتائج الاقتراع باهتمام كبير. ويرى محللون أن فوز دودون قد يثير تظاهرات يقوم بها أنصار ساندو، خاصة في حال التوصل إلى نتيجة نهائية متقاربة. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 05,00 بتوقيت غرينتش وستغلق الساعة 19,00 بتوقيت غرينتش. ويفترض أن تعلن النتائج الأولية قبل الساعة 22,00 بتوقيت غرينتش.
مشاركة :