وتعد العملية الانتخابية اختبارا لتحوّل الجمهورية السوفياتية السابقة التي يقطنها 2,6 مليون شخص، نحو أوروبا في عهد الرئيسة مايا ساندو الساعية للفوز بولاية ثانية. وأوقفت الشرطة في مولدافيا مئات الأشخاص خلال الفترة الماضية، وحذّرت من أن ما قد يصل الى ربع الأصوات قد يكون تمّ شراؤها بأموال مصدرها روسيا. وقال رئيس وزراء مولدافيا دورين ريسيان إن "بلادنا على مفترق طرق... مجموعة من اللصوص تحاول خداع الناس وتعدهم بالمال وتعطيهم آمالا زائفة"، داعيا مواطنيه الى "اليقظة". وفازت ساندو بالرئاسة عام 2020 بمواجهة مرشح مدعوم من روسيا. وفي أعقاب غزو أوكرانيا اعتبارا من مطلع 2022، أعلنت الرئيسة قطع علاقات مولدافيا مع موسكو، وتقديم طلب انضمام الى الاتحاد الأوروبي. وكررت الرئيسة التحذير من المساعي الروسية للتدخل في العملية الانتخابية في مولدافيا، وهو ما نفته موسكو. وهذا الأسبوع، أكّدت واشنطن عزمها على مساعدة كيشيناو على التصدّي "للتدخّلات الروسية" في عملية الاقتراع، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي أنّه فرض عقوبات على خمسة أشخاص وجمعية موالية لموسكو في مولدافيا بتهمة السعي لزعزعة استقرار البلاد عشية الانتخابات. "مصير بلادنا" وساندو البالغة 52 عاما والخبيرة الاقتصادية السابقة في البنك الدولي، هي المرشحة الأوفر حظا للفوز. لكن استطلاعات الرأي تقدّر حصولها على 35,8 بالمئة من الأصوات، وهي نسبة غير كافية لحسم النتيجة من الدورة الأولى وتفادي خوض دورة ثانية مقررة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر. وتخوض ساندو الانتخابات في مواجهة عشرة منافسين. ومن أبرز هؤلاء ألكسندر ستيانوغلو (57 عاما)، وهو مدّعٍ عام سابق مدعوم من الاشتراكيين الموالين لروسيا، ويتوقع أن يحصل على نحو تسعة بالمئة من الأصوات، وريناتو أوساتي (45 عاما)، وهو رئيس بلدية سابق لبالتي ثاني كبرى مدن مولدافيا، ويتوقع أن ينال 6,4 بالمئة. وفُتحت مراكز الاقتراع عند الساعة السابعة صباحا (الرابعة ت غ) تزامنا مع عزف النشيد الوطني عبر مكبرات الصوت في العاصمة، بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس. وتقفل المراكز عند التاسعة ليلا، على أن تبدأ النتائج الأولية بالصدور بعد ساعة من ذلك. وبشأن استفتاء الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، أظهرت استطلاعات الرأي أن 55,1 بالمئة من الناخبين سيصوّتون بـ"نعم"، في حين قال 34,5 بالمئة إنهم سيرفضون الانضمام للتكتل القاري. ويطرح الاستفتاء على الناخبين سؤالا عما اذا كانوا يوافقون على تعديل الدستور لجعل الانضمام الى الاتحاد الأوروبي هدفا لمولدافيا التي بدأت في حزيران/يونيو مفاوضات الانضمام الى التكتل المؤلف من 27 دولة. ولتصبح النتيجة نافذة، يتوجب ألا تقلّ نسبة المشاركة عن 33 بالمئة. ودعت أحزاب موالية لروسيا الى المقاطعة. وقالت المحاسِبة ليديا سيبان إن "مستقبل مولدافيا يعتمد على ما سيختاره الناس... آمل في أن نقدم على خطوات ملموسة نحو الاتحاد الأوروبي". وقامت ساندو بجولات انتخابية في الآونة الأخيرة في مختلف أنحاء البلاد، اعتبرت خلالها أن الانضمام الى الاتحاد الأوروبي سيساعد على تحسين مستوى المعيشة في إحدى أفقر دول القارة. وقالت ساندو في تجمع انتخابي "مصير بلادنا لعقود مقبلة يعتمد على هذا القرار" في انتخابات الأحد. في المقابل، يرى منتقدو رئيسة البلاد إنها لم تقم بما يكفي لمكافحة التضخم وإصلاح القضاء. وخلال حملته، دعا ستيانوغلو الذي أقالته ساندو من منصبه، الى "استعادة العدالة"، بينما شدد أوساتي على أنه الخيار الأفضل للناخبين لأنه "الوحيد غير الخاضع لسيطرة الشرق أو الغرب". - "دولة بوليسية" - ويبدي المسؤولون في مولدافيا مخاوف من المحاولات الروسية للتأثير على الانتخابات والاستفتاء. وقالت الشرطة هذا الشهر إن ملايين الدولارات تمّ تهريبها الى البلاد عبر أشخاص مرتبطين بالسياسي السابق ورجل الأعمال الفارّ من العدالة إيلان شور. وقدّرت أن هذا المخطط "غير المسبوق" قد يؤثر على ما يصل الى 300 ألف صوت. وبعد محاكمة غيابية، دان القضاء شور العام الماضي بتهم فساد. ويتّهم رجل الأعمال مولدافيا بأنها "دولة بوليسية" و"دمية مطيعة" للغرب. وإضافة الى شراء الأصوات، تمّ تدريب مئات الشبان في روسيا ودول البلقان لإثارة "اضطراب عام" في مولدافيا، بحسب ما أفادت الشرطة.
مشاركة :